انتخابات ميانمار: آمال ضئيلة لتغيير واقع أكثر من مليون لاجئ من الروهينغا
جاري التحميل...

انتخابات ميانمار: آمال ضئيلة لتغيير واقع أكثر من مليون لاجئ من الروهينغا
من غير المرجح أن تُحدث انتخابات ميانمار أي تغيير ملموس في واقع أكثر من مليون لاجئ من الروهينغا في بنغلاديش، الذين فروا مما وصفته الأمم المتحدة بـ "عنف الإبادة الجماعية" في ميانمار. لقد تعثرت جهود إعادة هذه الأقلية المسلمة إلى وطنها منذ استيلاء المجلس العسكري على السلطة في عام 2021. ويقدم تنوير شودري، مراسل الجزيرة، تقريره من كوكس بازار.
تُعد أزمة الروهينغا واحدة من أشد الأزمات الإنسانية تعقيدًا في العالم، حيث يعيش مئات الآلاف منهم في مخيمات مكتظة في كوكس بازار ببنغلاديش، بعد أن أجبروا على الفرار من منازلهم في ولاية راخين بميانمار في عام 2017. وقد وثقت تقارير الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان عمليات قتل واغتصاب وحرق ممنهجة، وصفتها بأنها حملة تطهير عرقي ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.
على الرغم من الدعوات الدولية المتكررة لإعادة الروهينغا إلى ديارهم بأمان وكرامة، إلا أن هذه الجهود لم تحرز تقدمًا يذكر. فبعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالحكومة المنتخبة في فبراير 2021، تدهور الوضع السياسي والأمني في ميانمار بشكل كبير. يواجه المجلس العسكري الحاكم مقاومة واسعة النطاق، مما أدى إلى تفاقم حالة عدم الاستقرار في البلاد، وجعل أي حديث عن عودة آمنة للاجئين أمرًا بعيد المنال.
يعيش اللاجئون في بنغلاديش ظروفًا صعبة للغاية، حيث تفتقر المخيمات إلى البنية التحتية الأساسية والفرص الاقتصادية، ويعتمدون بشكل كبير على المساعدات الإنسانية. ومع مرور السنوات، تتضاءل آمالهم في العودة، ويزداد شعورهم بالإحباط واليأس. كما أنهم يخشون العودة إلى ميانمار دون ضمانات حقيقية لحقوقهم وسلامتهم، خاصة في ظل استمرار الاضطهاد والتمييز ضدهم من قبل السلطات والمجتمع المحلي.
تُظهر الانتخابات المزمعة في ميانمار، والتي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها محاولة من المجلس العسكري لإضفاء الشرعية على حكمه، أنها لن تعالج الأسباب الجذرية لأزمة الروهينغا. فالمجلس العسكري، الذي كان مسؤولاً عن حملات القمع السابقة، لا يُظهر أي مؤشرات على تغيير سياسته تجاه الأقلية المسلمة. وبالتالي، فإن أي عملية انتخابية تجري في ظل هذه الظروف من غير المرجح أن تُحدث تحولًا إيجابيًا في مصير الروهينغا، بل قد تزيد من تعقيد الوضع وتعمق من معاناتهم.
يستمر المجتمع الدولي في الضغط على ميانمار لضمان حقوق الروهينغا وتسهيل عودتهم الطوعية والآمنة، لكن فعالية هذا الضغط محدودة في ظل رفض المجلس العسكري التعاون. يبقى مصير الروهينغا معلقًا، وتتضاءل آمالهم في مستقبل أفضل مع كل يوم يمر، بينما يواصلون العيش في حالة من النسيان والانتظار في مخيمات اللجوء، بعيدًا عن وطنهم الذي لا يزال يرفض الاعتراف بهم كمواطنين.
