الهواتف الذكية والمراهقون: معضلة الآباء وتأثيرها على صحة الأطفال

كارا ألايمو هي أستاذة اتصال في جامعة فيرلي ديكنسون وتُعلّم الآباء والطلاب والمعلمين كيفية إدارة وقت الشاشة. نُشر كتابها "فوق التأثير: لماذا وسائل التواصل الاجتماعي سامة للنساء والفتيات - وكيف يمكننا استعادتها" في عام 2024.

مثل العديد من الآباء، تواجه نيكول كانون معضلة: إذا اشترت لابنها البالغ من العمر 13 عامًا الهاتف الذكي الذي يريده، فإنها تخشى أن يستحوذ على انتباهه على حساب أشياء أخرى، بما في ذلك مسؤولياته، وقضاء الوقت في الهواء الطلق، وحتى حاجته لتناول الطعام.

ابنها يمتلك بالفعل جهاز آيباد، وتلاحظ كانون أنه غالبًا ما يرغب في استخدامه بدلاً من الخروج واللعب وممارسة الرياضة.

كانون، وهي استشارية نوم تعيش في كرانبري، نيوجيرسي، قلقة أيضًا من أن ابنها سيفقد النوم. قالت: "ماذا لو كان يحصل على هذا الاندفاع من الدوبامين من الأشياء التي يفعلها على هاتفه طوال الوقت، ثم لا يستطيع جسده تنظيم هرمونات النوم طوال الليل؟"

من ناحية أخرى، تعتقد أن ابنها سيكون أكثر أمانًا بطرق معينة مع الهاتف الذكي. الآن بعد أن أصبح كبيرًا بما يكفي للخروج بمفرده مع الأصدقاء، ترغب كانون في وسيلة للبقاء على اتصال. لديه ساعة ذكية، لكنها لا تعمل دائمًا.

قالت: "قلقي هو أنني أحيانًا لا أعرف أين هو". وأوضحت قائلة: "هذا هو الصراع"، مشيرة إلى أنها تريد هاتفًا لتتمكن من تتبعه والبقاء على اتصال عند اصطحابه من الأنشطة، "لكنني لا أريده أن يدمن عليه".

بغض النظر عن القرار الذي تتخذه، تشير الأبحاث الجديدة إلى أنها محقة في قلقها. فالمراهقون المبكرون الذين يحصلون على الهواتف في سن أصغر هم أكثر عرضة للإصابة بالسمنة والاكتئاب وعدم الحصول على قسط كافٍ من النوم، وفقًا لدراسة شملت أكثر من 10,000 طفل في الثانية عشرة من العمر نُشرت يوم الاثنين في مجلة طب الأطفال.

قال الدكتور ران بارزيلاي، المؤلف الرئيسي للدراسة وطبيب نفسي للأطفال والمراهقين في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا، في رسالة بريد إلكتروني: "حث العديد من الخبراء الآباء على تأخير حصول الأطفال على أول هاتف ذكي لهم بسبب الأضرار المحتملة على صحة المراهقين، ولكن حتى الآن كان هناك القليل من الأدلة التجريبية لدعم هذه النصيحة". وأضاف: "تساعد هذه الدراسة في سد هذه الفجوة باستخدام عينة وطنية كبيرة".

قال بارزيلاي، وهو أيضًا أستاذ مساعد في الطب النفسي بجامعة بنسلفانيا، إن الدراسة لم تبحث في كيفية استخدام الأطفال لهواتفهم أو مقدار الوقت الذي يقضونه عليها - وهي عوامل يمكن أن تؤثر أيضًا على صحتهم. كما قال إنها لا توضح ما إذا كانت هناك أنماط مماثلة بين مستخدمي الهواتف الذكية الأصغر سنًا والأكبر سنًا.