المنتخب التونسي يستعد لكأس الأمم الأفريقية بالمغرب: دروس من الماضي وطموحات للمستقبل

إذا كان هناك درس واحد يجب استخلاصه من مشاركتنا الفوضوية في كأس العرب، فهو أنه حتى لو كنا نُصنف كأحد المرشحين للفوز باللقب، فلا يجب أبداً الاستخفاف بأي بطولة.

لقد بدأت كأس الأمم الأفريقية بالفعل.

الصحافة غداً عند منتصف النهار، سيعقد المدرب الوطني، سامي الطرابلسي، مؤتمراً صحفياً بمقر الجامعة التونسية لكرة القدم للإعلان عن قائمة اللاعبين المدعوين للمشاركة في كأس الأمم الأفريقية التي ستقام في المغرب في الفترة من 21 ديسمبر 2025 إلى 18 يناير 2026.

سيخوض المنتخب التونسي الدور الأول ضمن المجموعة الثالثة.

سيخوض المنتخب مباراته الافتتاحية في البطولة القارية أمام أوغندا يوم 23 ديسمبر على ملعب مولاي عبد الله بالرباط. وستنطلق المباراة في تمام الساعة 21:00.

أما المباراة الثانية ضد نيجيريا، فستنطلق أيضاً في تمام الساعة 21:00، وذلك يوم 27 ديسمبر، وستقام على أرضية ملعب المركب الرياضي بفاس.

سيعود المنتخب الوطني بعد ذلك إلى الرباط لخوض المباراة الأخيرة في الدور الأول (نأمل ألا تكون المباراة الأخيرة في كأس الأمم الأفريقية)، وذلك يوم 30 ديسمبر ضد تنزانيا.

مباراة ستنطلق في تمام الساعة 17:00.

الذهاب إلى أبعد نقطة ممكنة

بعد أن حاول سامي الطرابلسي التكيف مع جميع الظروف، تعثر في الدوحة، بينما كان قبل أيام قليلة قد صنع التاريخ بتكتيكه الذي أوقف به منتخب البرازيل بقيادة كارلو أنشيلوتي.

الآن وقد حدث ما حدث، لا فائدة من الرثاء على المصير، وأفضل طريقة لجعل التونسيين ينسون نكسة كأس العرب هي الذهاب إلى أبعد نقطة ممكنة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب ولعب الأدوار الرئيسية.

لقد حان الوقت لكي يستعيد المنتخب التونسي مكانته كقوة كروية كبرى على المستوى القاري. على أي حال، هذا هو الهدف الذي يجب أن يحققه سامي الطرابلسي، الذي فاز ببطولة الشان كمدرب للمنتخب عام 2011.

وحتى لو قيل إن الهدف الذي جاء من أجله هو التأهل للمرحلة النهائية من كأس العالم، فلا يمكن اعتبار ذلك إنجازاً كبيراً، بالنظر إلى أن المنتخب التونسي يمتلك في رصيده ستة تأهلات سابقة للمرحلة النهائية في المونديال قبل أن يؤهله هو بدوره.

ما ننتظره منه هو أن يعيد لتونس أمجادها على المستوى القاري. وبعد ذلك، سنفتح صفحة مونديال 2026.

بعيداً عن الأنظار، قريباً من القلوب!

للتذكير، ستبدأ استعدادات المنتخب التونسي لكأس الأمم الأفريقية بالمغرب اعتباراً من يوم الجمعة في طبرقة، حيث سيقيم الفريق معسكراً تدريبياً يستمر حتى يوم 19 من هذا الشهر، وهو تاريخ المغادرة إلى الرباط على متن رحلة خاصة ستنطلق من مطار طبرقة-عين دراهم الدولي.

حتى الآن، أعلنت الجامعة التونسية لكرة القدم عن مباراة ودية واحدة فقط ستكون بمثابة تحضير للبطولة القارية.

هذه المباراة ستختتم معسكر طبرقة، وستقام يوم 18 ديسمبر ضد بوتسوانا. وقد اختار المدرب الوطني طبرقة لإعداد المنتخب لكأس الأمم الأفريقية، بعيداً عن الأنظار المتطفلة.

علاوة على ذلك، ستقام المباراة الودية ضد بوتسوانا خلف أبواب مغلقة، ولن يُسمح لأي وسيلة إعلامية بتصوير اللقاء "لضمان أفضل ظروف العمل والتحضير"، وفقاً لبيان الجامعة التونسية لكرة القدم.

سيكون المنتخب التونسي بعيداً عن الأنظار، لكنه قريب من قلوب الجماهير التي دعمته بكثافة في الدوحة، لكنه للأسف خيب آمالهم بشدة في كأس العرب.

بطولة مقياس الأداء

بالنسبة لسامي الطرابلسي وطاقمه، وكذلك لمعز النصري ومكتبه الجامعي، ستكون كأس الأمم الأفريقية بمثابة بطولة مقياس للأداء لما هو قادم.

بطولة ستكشف مدى عمل المكتب الجامعي الحالي الذي أخفق بالفعل في مشاركته بكأس العرب، مع العلم أن المنتخب التونسي كان وصيفاً في النسخة السابقة من هذه البطولة. لذا، فإن الأداء في كأس الأمم الأفريقية سيكون حاسماً لتحديد مسار العمل المستقبلي وتقييم الإنجازات.