الفيفا تمنح ترامب جائزة السلام الافتتاحية وسط انتقادات حادة بشأن الحياد السياسي

واشنطن العاصمة غالبًا ما يواجه اللاعبون غرامات وحظرًا من الفيفا بسبب عرض رسائل سياسية، حيث لطالما أعلنت الهيئة الحاكمة لكرة القدم عن سياسة الحياد السياسي.

لكن يوم الجمعة، سلم رئيس الاتحاد جياني إنفانتينو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جائزة الفيفا للسلام الافتتاحية، مما رسخ احتضانه للزعيم الجمهوري.

أشار النقاد إلى أن الجائزة جاءت بعد أقل من 24 ساعة من قيام إدارة ترامب بشن ضربة جوية مميتة أخرى في منطقة البحر الكاريبي.

وصف كريغ موخيبر، المسؤول السابق في الأمم المتحدة الذي شن حملة لتعليق عضوية إسرائيل من كرة القدم العالمية بسبب حرب الإبادة الجماعية في غزة، منح الجائزة لترامب بأنه "تطور مخزٍ حقًا".

رفض إنفانتينو اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل، بحجة أن كرة القدم "لا يمكنها حل القضايا الجيوسياسية".

وقال موخيبر للجزيرة: "لم يكتفِ إنفانتينو ورفاقه بسنتين من تواطؤ الفيفا في الإبادة الجماعية في فلسطين، بل اخترعوا الآن 'جائزة سلام' جديدة لكسب ود دونالد ترامب".

وأضاف أن الجائزة تهدف أيضًا إلى "التعتيم" على "سجل ترامب المخزي" في دعم إسرائيل، وضرباته المميتة على السفن في بحر الكاريبي، و"الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان" داخل الولايات المتحدة.

إنفانتينو يثني على ترامب

أثناء تقديمه الجائزة يوم الجمعة، أعرب إنفانتينو عن دعمه لصفقات ترامب الدولية، بما في ذلك ما يسمى باتفاقيات أبراهام التي أقامت علاقات رسمية بين إسرائيل والعديد من الدول العربية دون حل قضية إقامة الدولة الفلسطينية.

وقال إنفانتينو وهو يقدم الجائزة: "هذا ما نريده من القائد: قائد يهتم بالناس. نريد أن نعيش في عالم آمن، في بيئة آمنة. نريد أن نتحد، وهذا ما نفعله هنا اليوم، وهذا ما نريد أن نفعله في كأس العالم".

وأضاف: "سيدي الرئيس، أنت تستحق بالتأكيد جائزة الفيفا للسلام الأولى على عملك، وعلى ما حققته بطريقتك، لكنك حققته بطريقة لا تصدق".

لقد شن ترامب حملة علنية للحصول على جائزة نوبل للسلام لكنه لم يحصل عليها في وقت سابق من هذا العام.

وقال إن اعتراف الفيفا الجديد هو أحد "أعظم الأوسمة" التي حصل عليها، وكرر زعمه بأن رئاسته أنقذت ملايين الأرواح وأنهت ثماني حروب.

كانت تصريحات الرئيس الأمريكي مقتضبة، لكنه لم يستطع إلا أن يوجه انتقادًا لسلفه الديمقراطي، جو بايدن.

وقال ترامب: "الولايات المتحدة، قبل عام واحد، لم تكن تسير على ما يرام، والآن يجب أن أقول إننا الدولة الأكثر ازدهارًا في أي مكان في العالم".

انحراف عن التصريحات السابقة

حذر إنفانتينو سابقًا من استخدام كرة القدم لإثارة الانقسام. وقال في عام 2023: "لا توجد أداة أقوى من الرياضة لتوحيد الشعوب. الآن علينا حماية استقلالية الرياضة: الحياد السياسي للرياضة وحماية قيم الرياضة".

وبعد عامين، يشير النقاد إلى أن إنفانتينو أنشأ جائزة للاحتفال بالسلام والوحدة، ثم سلمها لرئيس وصف أشخاصًا من الصومال بأنهم "قمامة" قبل أيام قليلة.

وكتب الصحفي الرياضي زاك لوي على وسائل التواصل الاجتماعي: "منح دونالد ترامب جائزة للسلام يشبه منح لويس سواريز جائزة لعدم عض آذان الناس"، في إشارة إلى المهاجم الأوروغوياني الذي تورط في ثلاث حوادث عض على الأقل في الملعب طوال مسيرته المهنية.

يبدو أن إنفانتينو قد أقام علاقات قوية مع ترامب بينما تستعد الولايات المتحدة لاستضافة كأس العالم بالاشتراك مع المكسيك وكندا العام المقبل.

كان رئيس الفيفا ضيفًا منتظمًا في البيت الأبيض، وفي أكتوبر، حضر حفلًا مع ترامب لإضفاء الطابع الرسمي على الهدنة في غزة بمصر.

لم تستجب الفيفا لطلب الجزيرة للتعليق بحلول وقت النشر.

وكان الحزب الديمقراطي من بين المنتقدين الذين استهدفوا جائزة الفيفا الجديدة. وقال في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "لم يتمكن ترامب من الفوز بجائزة نوبل للسلام، لذا اخترعت الفيفا واحدة له".

لكن دعاة حقوق الإنسان وجهوا انتقادات أشد خطورة للرئيس الأمريكي، مستشهدين بسجله في مجال حقوق الإنسان وسياسته الخارجية.