الصين تستغل الضغط الأمريكي على فنزويلا لتعزيز نفوذها العالمي وتحدي هيمنة واشنطن
جاري التحميل...

الصين تستغل الضغط الأمريكي على فنزويلا لتعزيز نفوذها العالمي وتحدي هيمنة واشنطن
بكين
لدى الصين أسباب وافرة لمعارضة تصعيد الضغط العسكري الأمريكي على فنزويلا والاعتراضات الأمريكية الأخيرة لناقلات النفط المرتبطة بها.
إن المناورات الأمريكية، التي هي جزء من "الحصار الشامل والكامل" الذي فرضه الرئيس دونالد ترامب على السفن الخاضعة للعقوبات حول فنزويلا، تضرب في الصميم الاقتصادي لأحد أقرب شركاء بكين في أمريكا اللاتينية وتستهدف صناعة لطالما استفادت منها الصين، التي استقبلت في الأشهر الأخيرة ما يقرب من 80% من صادرات فنزويلا النفطية، حسبما يقول المحللون.
وقد انتقدت بكين هذه الاعتراضات ووصفتها بأنها "انتهاك خطير للقانون الدولي" وأكدت لكاراكاس معارضتها "لجميع أشكال الأحادية والتنمر" في مكالمة بين كبار دبلوماسيي البلدين الأسبوع الماضي.
ولكن من الواضح أيضاً أن بكين مستعدة لاستغلال العدوان الأمريكي لصالحها: فتعرضه كسبب آخر في قائمتها لماذا لا ينبغي أن تكون الولايات المتحدة القوة العظمى الرائدة في العالم، ونافذة على كيفية قيام ترامب بإحياء مبدأ مونرو.
وتضمنت استراتيجية الأمن القومي للبيت الأبيض، التي صدرت في وقت سابق من هذا الشهر، تجديداً لتلك السياسة التي تعود لقرون، حيث تم تحديث ما كان تاريخياً تحذيراً للقوى الاستعمارية الأوروبية بعدم التدخل في نصف الكرة الغربي، ليصبح رؤية في عهد ترامب لمنطقة "مستقرة" "خالية من التوغل الأجنبي العدائي أو ملكية الأصول الرئيسية".
وقد أثارت هذه الاستراتيجية سيلاً من التحليلات في الأوساط السياسية الصينية، حيث يناقش المحللون ما إذا كانت الولايات المتحدة بذلك تشير إلى انسحاب من دورها كقوة عالمية للتركيز على فنائها الخلفي مما يترك مساحة أكبر لبكين لتوسيع نفوذها الخاص في آسيا والعالم.
حتى الآن، لا تنتظر بكين إجابة على هذا السؤال لانتقاد كيفية تعامل الولايات المتحدة مع فنائها الخلفي عندما يتعلق الأمر بفنزويلا، أو للإشارة إلى أنها لن تتراجع عن بصمتها الخاصة في المنطقة.
وقالت النسخة الدولية من صحيفة جلوبال تايمز المدعومة من الدولة في افتتاحية يوم الاثنين ركزت على اعتراضات الناقلات، إن "الإجراءات الأمريكية المتصاعدة ضد فنزويلا" وضعتها "في معارضة للمعايير الأخلاقية العالمية".
وكان تحليل في وسائل الإعلام الحكومية الصينية المحلية أكثر صراحة، حيث اقترح باحث في مركز أبحاث مدعوم من الحكومة أنه إذا طورت الولايات المتحدة عملياتها البحرية إلى غزو واسع النطاق، فقد يؤدي ذلك إلى "حرب فيتنام ثانية".
