الشرطة العدلية بأريانة تفكك شبكة اتجار بالمخدرات وتحجز 25 ألف قرص بريجابالين

أسفرت عملية نوعية نفذت في إطار الجهود المتواصلة لمكافحة الاتجار بالمخدرات عن تفكيك الشرطة العدلية لشبكة إجرامية منظمة كانت تنشط في ولاية أريانة، الواقعة شمال العاصمة تونس. وتأتي هذه العملية لتؤكد على يقظة الأجهزة الأمنية في التصدي لهذه الآفة التي تهدد سلامة المجتمع وأمنه.

نفذت الشرطة العدلية هذه العملية بنجاح يوم الثلاثاء 7 أكتوبر 2025، حيث تمكنت من إلقاء القبض على جميع أفراد هذه الشبكة الإجرامية بعد متابعة دقيقة وتحريات معمقة. وقد أفادت إذاعة موزاييك إف إم، نقلاً عن مصدر أمني مطلع، أن العملية أسفرت عن حجز كمية ضخمة من الأقراص المخدرة بلغت 25 ألف قرص.

تتعلق الأقراص المحجوزة بمادة البريجابالين، وهو دواء يُستخدم في الأصل لعلاج آلام الأعصاب المزمنة والصرع. ومع ذلك، فقد تحول هذا الدواء إلى مادة يتم إساءة استخدامها بشكل واسع من قبل متعاطي المخدرات، نظراً لتأثيراته النفسية التي قد تسبب شعوراً بالنشوة والاسترخاء عند تناول جرعات عالية منه. هذه الظاهرة أدت إلى انتشار تعاطيه خارج الإطار الطبي، مما يجعله خطراً صحياً واجتماعياً كبيراً.

تعتبر مادة البريجابالين، المعروفة تجارياً بأسماء مثل ليريكا، من الأدوية التي أصبحت تستخدم بشكل واسع خارج نطاقها الطبي. فبالرغم من فعاليتها في علاج آلام الأعصاب المزمنة والصرع، إلا أن إساءة استخدامها من قبل المدمنين تحولها إلى مادة خطيرة. حيث تسبب جرعاتها العالية شعوراً بالنشوة والاسترخاء، مما يدفع البعض إلى الإفراط في تناولها، وهو ما يؤدي بدوره إلى الإدمان الجسدي والنفسي. وتشمل الآثار الجانبية الخطيرة للتعاطي المفرط مشاكل في الجهاز التنفسي، واضطرابات في القلب، وتلفاً في الكبد والكلى، بالإضافة إلى تدهور الحالة النفسية والعقلية للمتعاطي.

تأتي هذه العملية في سياق جهود متواصلة تبذلها الأجهزة الأمنية التونسية لمكافحة ظاهرة الاتجار بالمخدرات التي تشكل تهديداً للمجتمع، خاصة فئة الشباب. وقد أكدت مصادر أمنية أن التنسيق المحكم بين مختلف الوحدات الأمنية هو ما مكن من تحقيق هذا الإنجاز الأمني الهام، الذي يوجه ضربة قوية لشبكات ترويج السموم.

ويؤكد هذا الحجز الكبير على ضرورة تكثيف الرقابة على الصيدليات والمستودعات لمنع تسرب هذه الأدوية إلى السوق السوداء، كما يسلط الضوء على أهمية التوعية بمخاطر إساءة استخدام الأدوية الموصوفة طبياً. وتدعو السلطات إلى تعاون المواطنين في الإبلاغ عن أي أنشطة مشبوهة للمساهمة في حماية المجتمع من هذه الآفات.

ي. ن.