أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن بلاده تعمل مع كافة الأطراف لدعم اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك وفقاً للقرار الأخير الصادر عن مجلس الأمن الدولي بهذا الشأن. وشدد السيسي على أهمية الحفاظ على هذا الاتفاق ومنع أي انتهاكات له، مع ضرورة تعزيز تدفق المساعدات الإنسانية بشكل مستدام لتلبية احتياجات السكان في القطاع.

جاءت هذه التصريحات خلال لقاء الرئيس السيسي برئيس الوزراء الجزائري سيفي غريب في القاهرة، حيث بحث الجانبان سبل تعزيز العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وأكد السيسي خلال اللقاء على أهمية الاستعداد لمرحلة ما بعد وقف إطلاق النار، بما في ذلك جهود إعادة إعمار قطاع غزة، مشيراً إلى اعتزام مصر استضافة مؤتمر دولي مخصص للتعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة، بهدف حشد الدعم الدولي اللازم لهذه الجهود الحيوية.

وفي سياق العلاقات الثنائية، أشاد الرئيس السيسي بانعقاد الدورة التاسعة للجنة العليا المشتركة المصرية الجزائرية في القاهرة، مؤكداً على ضرورة البناء على النتائج الإيجابية التي تمخضت عنها هذه الدورة. ودعا إلى تسريع وتيرة التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين ويعزز التكامل الاقتصادي الإقليمي.

كما عبر الرئيس السيسي عن تقديره العميق للدور الإيجابي والفعال الذي قامت به الجزائر خلال فترة عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي. وأثنى بشكل خاص على جهود الجزائر في الدفاع عن القضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، مشيداً بموقف الجزائر التاريخي والثابت في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الجزائري سيفي غريب عن تطلع بلاده لمواصلة العمل المشترك مع مصر. وأكد على أهمية البناء على التفاهمات والاتفاقيات التي تم التوصل إليها بين قائدي البلدين، الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الجزائري، خلال زيارة الرئيس الجزائري إلى مصر في أكتوبر 2024. وشدد غريب على أن هذه الجهود تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي في كافة المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والثقافية والسياسية، بما يحقق المصالح العليا للبلدين.

وفي ختام اللقاء، هنأ غريب مصر على الإنجازات الكبيرة التي تحققت مؤخراً، ومنها الافتتاح الباهر للمتحف المصري الكبير، الذي يعد صرحاً ثقافياً عالمياً. كما قدم التهنئة على تعيين الدكتور خالد العناني مديراً عاماً لمنظمة اليونسكو، معتبراً ذلك إنجازاً يعكس الكفاءات المصرية ودورها الريادي في المحافل الدولية.