الرئيس السيسي: مصر تستلهم روح نصر أكتوبر لبناء دولة حديثة وقوية

قال الرئيس السيسي إن مصر تستمد قوتها من روح نصر أكتوبر 1973 وهي تواصل بناء أمة حديثة وقوية قادرة على احتلال مكانتها المستحقة بين الدول الرائدة.

وفي خطابه المتلفز بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لحرب أكتوبر، أضاف السيسي: "من روح أكتوبر، نستلهم اليوم عزمنا على بناء مصر جديدة مصر حديثة تليق بمكانتها وتاريخها، بلد يستحق أن يكون بين الأمم العظيمة. نعمل بتفانٍ وإخلاص لبناء دولة قوية ومتقدمة وحديثة تعكس ثقل مصر الحقيقي وقيمتها الحضارية والإنسانية في عالم لا يعترف إلا بالقوة. نؤسس لمؤسسات راسخة، ونطلق مشروعات تنموية كبرى، ونعيد صياغة المستقبل لتكون مصر كما ينبغي لها أن تكون رائدة، متقدمة، ومؤثرة".

وأضاف: "اليوم، وفي خضم الأزمات المتتالية التي تواجه منطقتنا، نحن في أمس الحاجة أكثر من أي وقت مضى لاستدعاء وتطبيق المبادئ التي قادتنا إلى النصر في أكتوبر 1973، واعتمادها كنهج راسخ في حياتنا السياسية والاجتماعية." وشدد على أن الوضع الإقليمي الراهن لا يسمح بالتهاون وأن التحديات تتطلب مسؤولية كاملة واستلهامًا من روح أكتوبر لتجاوز العقبات والمضي قدمًا.

وأشار السيسي إلى أن مصر وإسرائيل خاضتا ذات يوم حروبًا ومواجهات عسكرية شرسة كلفت الجانبين ثمناً باهظاً من الدماء والدمار. "كان من الممكن أن يستمر العداء ويتعمق لولا بصيرة الرئيس الراحل السادات، وحكمة القيادة الإسرائيلية آنذاك، والوساطة الأمريكية التي مهدت الطريق لسلام عادل وشجاع، كاسرة بذلك دائرة الانتقام، وواضعة حداً للعداوة، وفاتحة فصلاً جديداً في التاريخ".

وأكد أن السلام لكي يدوم، يجب أن يقوم على العدل والإنصاف، لا أن يفرض بالقوة أو بشروط تملى. "تجربة مصر مع السلام لم تكن مجرد معاهدة، بل كانت أساساً لسلام عادل جلب الاستقرار وأثبت أن الإنصاف هو السبيل الوحيد للسلام الدائم. إنه نموذج تاريخي يحتذى به في تحقيق السلام الحقيقي".

وتابع السيسي: "من هذا المنطلق، نؤمن إيماناً راسخاً بأن السلام الحقيقي في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وفقاً للشرعية الدولية، وإعادة الحقوق إلى أصحابها الشرعيين".

وأضاف: "السلام المفروض بالقوة لا يولد إلا الاستياء، أما السلام المبني على العدل فيؤدي إلى تطبيع حقيقي وتعايش مستدام بين الشعوب".

وأعرب الرئيس المصري عن تقديره للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مبادرته الهادفة إلى إنهاء الأعمال العدائية في غزة. وقال السيسي: "نقدر جهود الرئيس ترامب لتأمين وقف إطلاق النار في غزة بعد عامين من الحرب والإبادة والقتل والدمار".

وأضاف: "وقف إطلاق النار، وعودة الأسرى والمعتقلين، وإعادة إعمار غزة، وبدء عملية سلام سياسية تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية والاعتراف بها كل هذا يعني أننا على المسار الصحيح نحو سلام واستقرار دائمين. هذا هو طموحنا المشترك. المصالحة لا المواجهة هي السبيل الوحيد لبناء مستقبل آمن لأطفالنا".

وشدد على أهمية الحفاظ على إطار السلام الذي أقامته الولايات المتحدة في السبعينيات، والذي قال إنه وفر أساساً استراتيجياً للاستقرار الإقليمي. "لن يكون توسيع هذا الإطار ممكناً إلا بتعزيز ركائزه القائمة على العدل وضمان حقوق شعوب المنطقة في العيش والتعاون وإنهاء النزاعات مما يطلق العنان لإمكانات التكامل والازدهار والتنمية في جميع أنحاء المنطقة".

وفي الختام، طمأن السيسي المصريين بأن الجيش يظل ملتزماً تماماً بدوره في الدفاع عن الوطن. وقال: "الجيش يقف راسخاً في مهمته لحماية البلاد وصون حدودها. لا يخشى التحديات. إنه جيش وطني، ولد من الشعب، أبناؤه يحملون أرواحهم على أكفهم ويقفون سداً منيعاً أمام كل الأخطار والتهديدات"، مجدداً تحيته للقوات المسلحة والشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل مصر، وكذلك للجنود الذين يسهرون ليلاً ونهاراً ليعيش المصريون بأمان.

واختتم السيسي بتحية الشعب المصري بمناسبة ذكرى نصر أكتوبر، قائلاً: "كل عام وأنتم بخير. تحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر".