الابتكار في المنتجات المحلية: من التمور وزيت الزيتون إلى المشروبات الجديدة

لا يمكن إنكار أننا نبذل جهودًا، على مستوى الشركات وخاصة الشباب، لكنها بطيئة جدًا، خجولة جدًا، وغالبًا ما تكون بلا استمرارية.

الصحافة للتأكد من ذلك، يجب زيارة أجنحة المعارض المنظمة أو العفوية والاطلاع على ما يفعله هؤلاء الشباب.

فتيات وفتيان يتخيلون وصفة كعكة، أو حلوى، أو عطر، أو مشروب، وما إلى ذلك.

بمجرد رفع الخيام وطوي الأمتعة، ننسى كل شيء.

ومع ذلك، فإن هذه الفرص مناسبة تمامًا لتحقيق الاكتشافات.

أولئك الذين يهملون هذا الجانب يفتقرون إلى المعلومات. فأعظم الاكتشافات هي نتيجة... حادث، أو صدفة، أو خطأ. وهكذا، فإن المشروب الذي يُقال إنه الأكثر استهلاكًا في العالم (قبل المقاطعة التي فرضتها عدد من الدول)، الكوكا كولا، "اكتشف في مايو 1886 في أتلانتا على يد الصيدلي الأمريكي جون بيمبرتون، الذي ابتكر مشروبًا طبيًا يعتمد على أوراق الكوكا وجوز الكولا. كان في البداية علاجًا للتعب. ثم أصبح الخليط مشروبًا غازيًا بعد خلطه بالماء الفوار، إثر حظر الكحول في المنطقة."

أما البيبسي فقد اكتشف عام 1898 على يد كاليب برادهام، صيدلي من نيو بيرن، كارولينا الشمالية، الذي أعاد تسمية مشروبه "مشروب براد" إلى "بيبسي كولا". يأتي الاسم من مصطلح "eupepsia" (الهضم الجيد) بسبب التأثير المفترض للمشروب، وكلمة "كولا" التي تشير إلى المكون الرئيسي. كان المشروب يُباع كمشروب منعش وهضمي، ومتوفرًا في نافورة صيدلية برادهام.

وعصيدتنا الوطنية المحضرة من الدقيق المخلوط بحبوب الصنوبر الحلبي (بسبب مجاعة كانت سائدة في البلاد!) والتي تطورت منذ ذلك الحين لدرجة أنها أصبحت... منتجًا باهظ الثمن. والأمثلة كثيرة.

هذا يعني أنه لا ينبغي لنا إهمال أي شيء واستغلال هذه الفرص التي تتاح لنا.

من بين ثرواتنا الطبيعية، زيت الزيتون، الحمضيات، التمور وغيرها من المنتجات الشهية التي ولدت من خيال خبرائنا الذين أضافوا قيمة مضافة لهذه المنتجات الطبيعية.

منذ بعض الوقت، أثناء زيارة إلى توزر، بمناسبة معرض محلي، تذوقنا مشروبًا مصنوعًا من التمور. كانت فتاتان شابتان تقومان بالخدمة. وقد أكدوا لنا أنه لا توجد أي إضافات وأن كل شيء مستخلص من التمر. بدون سكر مضاف أو ملونات.

من اهتم بذلك؟ لا أحد للوهلة الأولى، حيث أن هذا المشروب الذي سقط في غياهب النسيان، لم يعد سوى ذكرى غامضة لأولئك الذين تذوقوه منعشًا ومليئًا بالفيتامينات.

وها هو يُعلن في إحدى دول الخليج عن ظهور مشروب يعتمد على التمور، وقد حظي بإطلاق إعلامي مذهل. لقد جعلوه اكتشاف القرن.

هذا هو السبب الذي جعلنا نؤكد سابقًا أننا لا نعرف كيف نسلط الضوء على منتجاتنا. التمور؟ نكتفي بإزالة النواة منها (والتي يمكن صنع قهوة جيدة منها بالمناسبة)، وحشوها بالفواكه المجففة. لا يتجاوز الأمر ذلك. اذهبوا وشاهدوا ما يفعله الأتراك بالبقلاوة والراحة التركية وبأي ثمن يبيعونها في علب صغيرة جدًا.

تشجيع الاكتشافات

زيت الزيتون؟ لا يوجد أي بحث لتطوير التعبئة والتغليف. في العديد من البلدان، تزين زجاجة الزيت المائدة كقطعة فنية صغيرة.

ننسى أننا نمتلك أحد أفضل أنواع الزجاج في العالم، وأنه يجب علينا فقط التركيز على المشكلة، والاستثمار، والابتكار، لنكون بنفس مستوى الإيطاليين أو الإسبان.

تشجيع المبادرة

هذا نتيجة لمركزية القرار. فالإدارة العامة القوية هي التي تفعل كل شيء. بيروقراطية خانقة ومسيطرة.