الأمم المتحدة ترفض مزاعم إسرائيلية حول حدود غزة الجديدة وتؤكد على الحدود المعترف بها دولياً
جاري التحميل...

الأمم المتحدة ترفض مزاعم إسرائيلية حول حدود غزة الجديدة وتؤكد على الحدود المعترف بها دولياً
رفضت الأمم المتحدة تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير التي زعم فيها أن "الخط الأصفر في غزة يمثل الحدود الجديدة"، مؤكدة أن المنظمة لا تعترف بأي تغيير في حدود الإقليم المقبولة دولياً.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في إفادة صحفية يومية: "نحن نعارض بشدة أي تغيير في حدود غزة وإسرائيل". وأضاف أن هذه التعليقات تتعارض مع روح ونص إطار السلام الذي طرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكداً أن الأمم المتحدة لا تعترف إلا بالحدود القائمة بين غزة وإسرائيل.
يأتي هذا البيان وسط أزمة إنسانية متفاقمة. فقد أفادت وزارة الصحة في غزة يوم الأربعاء بمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة خمسة آخرين خلال الـ 24 ساعة الماضية، ليرتفع بذلك عدد القتلى منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023 إلى 70,369، مع إصابة 171,069 شخصاً.
وقالت مصادر طبية وشهود عيان إن فتى مراهقاً من مخيم جباليا للاجئين، يدعى زاهر ناصر شامية، قُتل بالرصاص على يد القوات الإسرائيلية ثم دهسته دبابة بالقرب مما يسمى بالخط الأصفر. ووفقاً لمصادر تحدثت لوكالة الأناضول، فإن القوات الإسرائيلية توغلت في مناطق مكتظة بالعائلات النازحة في جباليا، وأطلقت النار بكثافة ومنعت سيارات الإسعاف من الوصول إلى المراهق المصاب بجروح خطيرة. وفي حادث منفصل، قُتل رجل وامرأة بعد أن صدمتهما رافعات عسكرية إسرائيلية بالقرب من مخيم حلاوة للنازحين.
مع استمرار العمليات العسكرية، تزيد الظروف الشتوية من تفاقم الوضع الإنساني المتردي بالفعل. وحثت غرفة عمليات الاستجابة الطارئة في غزة الوكالات الدولية على تسليم مواد الإيواء فوراً، محذرة من أن الأمطار الغزيرة التي هطلت ليلاً قد أغرقت عشرات الخيام ودمرت ممتلكات العائلات النازحة. وقالت المجموعة إن الظروف المتدهورة قد تؤدي إلى وفيات بين الأطفال وكبار السن، نظراً لانخفاض درجات الحرارة والنقص الحاد في الحماية الأساسية. ووصفت توفير المأوى بأنه "مسألة إنقاذ أرواح" ودعت إلى تنسيق عاجل للوصول إلى المناطق الأكثر تضرراً.
وأصدرت بلدية غزة تحذيراً موازياً، مشيرة إلى انهيار البنية التحتية الرئيسية بعد أشهر من القصف. وقال المتحدث باسم البلدية حسني مهنا إن سبع من أصل ثماني محطات رئيسية لضخ مياه الصرف الصحي في المدينة قد دمرت، مما أدى إلى تعطيل حوالي 90 بالمائة من قدرة النظام. ونتيجة لذلك، لا تستطيع المدينة معالجة سوى حوالي 20 بالمائة من مياه الأمطار، مما يزيد من خطر حدوث فيضانات واسعة النطاق في الأحياء المكتظة بالمدنيين النازحين.
كما سلطت الأمم المتحدة الضوء على التهديد المتصاعد الذي تشكله الذخائر غير المنفجرة المنتشرة في جميع أنحاء القطاع. وقال جوليوس فان دير والت، رئيس برنامج الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إن مخلفات الحرب تشكل عقبة رئيسية أمام استعادة الحياة الطبيعية، خاصة وأن مئات الآلاف من الأشخاص بدأوا في التنقل في أنحاء غزة بعد وقف إطلاق النار. وقال: "الأطفال هم الأكثر عرضة للخطر"، مشيراً إلى فضولهم ووعيهم المحدود بالمخاطر.
يواصل القادة الإقليميون الضغط من أجل اتخاذ خطوات نحو حل سياسي. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن "سلاماً عادلاً ودائماً" في غزة يتطلب تعزيز وقف إطلاق النار والسعي نحو حل الدولتين. ووصف مقتل أكثر من 70 ألف فلسطيني بأنه "انتهاك خطير" لمبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
في القاهرة، شدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في اتصال مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو على ضرورة الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل. وحث على تنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2803، بما في ذلك نشر قوة دولية لتحقيق الاستقرار في غزة، وتشكيل لجنة فلسطينية تكنوقراطية لإدارة القطاع، وتوصيل المساعدات الإنسانية بأمان، وإعادة إعمار البنية التحتية الحيوية.
في غضون ذلك، أدانت حماس موافقة إسرائيل على 764 وحدة استيطانية جديدة باعتبارها "إجراءً توسعياً" و"تصعيداً خطيراً" ينتهك القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. ودعت المجموعة المجتمع الدولي إلى فرض تدابير ملزمة لوقف التوسع الاستيطاني.
