احتفالية كبرى في الأوبرا المصرية تكرم الأديب علي أحمد باكثير وتطلق جائزة باسمه
جاري التحميل...

احتفالية كبرى في الأوبرا المصرية تكرم الأديب علي أحمد باكثير وتطلق جائزة باسمه
نظمت مؤسسة حضرموت للثقافة، بالتعاون مع مؤسسة وضِى للثقافة والإعلام، يوم الاثنين الموافق 22 ديسمبر الجاري، احتفالية ثقافية مميزة على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية. جاءت هذه الاحتفالية للاحتفاء بالإرث الأدبي والثقافي والفني العظيم للأديب والروائي الراحل علي أحمد باكثير، وذلك بمناسبة مرور 115 عامًا على ميلاده، الذي وُلد عام 1910 وتوفي عام 1969.
وشهدت الاحتفالية الإعلان الرسمي عن إطلاق جائزة سنوية مرموقة تحمل اسم الأديب الكبير علي أحمد باكثير، وذلك تقديرًا لإسهاماته البارزة والمؤثرة في إثراء المشهد الأدبي العربي. يترأس اللجنة العليا لهذه الجائزة الكاتب والأديب المصري القدير محمد سلماوى، وقد حُددت قيمة الجائزة بمبلغ 10 آلاف دولار أمريكي.
وفي كلمته التي ألقاها خلال الاحتفالية، صرح رئيس الجائزة، الكاتب محمد سلماوى، بأن الاحتفاء باسم علي أحمد باكثير لا يُعد حدثًا عابرًا في مسيرة الأدب العربي، بل هو تأكيد على مكانته المتفردة التي تشهد عليها أعماله الخالدة. وأوضح سلماوى أن باكثير لم يكن مجرد كاتب يسعى لإشباع ذاته الفنية، بل كان صاحب رسالة عميقة، مؤمنًا بأهمية الكلمة ودورها المحوري في المجتمع. لقد أقبل على عالم الأدب وهو يحمل ثقافة واسعة وروحًا متطلعة للبحث عن المعنى الحقيقي للحياة والإنسانية.
وأضاف سلماوى أن الأديب الراحل قدم إسهامات مميزة ومتنوعة في مجالات الشعر والمسرح والرواية والنقد الأدبي، بالإضافة إلى إنجازه لترجمات مهمة أثرت المكتبة العربية. وقد تميز باكثير بجرأة فكرية نادرة، حيث استطاع أن يستفيد من التراث الثقافي الغني مع إيمانه الراسخ بالحداثة والتجديد. وأشار إلى أن التاريخ في أعمال باكثير لم يكن مجرد سرد جاف للوقائع والأحداث، بل كان مرآة عاكسة للواقع المعاصر ووسيلة فعالة لاستشراف آفاق المستقبل.
وتطرق سلماوى في حديثه إلى لغة باكثير، واصفًا إياها بأنها عميقة المعنى وغير متكلفة في صياغتها، فهي تجمع ببراعة بين فصاحة التراث العربي الأصيل وحرارة التعبير المعاصر. كما أنها لغة مشغولة بالمعنى العميق والنغم الموسيقي، مما جعلها قادرة على الوصول إلى وجدان القارئ والمشاهد على حد سواء، وذلك بوضوح تام ودون أي غموض.
وأكد سلماوى أن علي أحمد باكثير كان شاهدًا حيًا على مرحلة مصيرية وحاسمة في تاريخ الأمة العربية، وقد انحاز في جميع كتاباته إلى الإنسان في مواجهة القهر والظلم، محولًا الأدب إلى فعل إنساني نبيل وعظيم. كما تجاوزت كلماته الحدود الجغرافية الضيقة، مجسدًا مفهوم العروبة بوصفها مصيرًا مشتركًا وواحدًا يربط أبناء الأمة. وقد انعكس هذا الفهم العميق في أعماله الأدبية وشخصياته التي انطلقت بروح العروبة الأصيلة، وناضلت بكل قوة من أجل تحقيق الحرية والكرامة الإنسانية.
