17 نوفمبر 2025 في 02:25 ص
news.tn
أخبار.تن - شعار الموقع
عاجل

أزمة الثقة في مصر: بين الحكومة والمواطنين وتداعياتها على المجتمع والاقتصاد

Admin User
نُشر في: 16 نوفمبر 2025 في 06:01 م
3 مشاهدة
3 min دقائق قراءة
المصدر: Egypt Independent
0 إعجاب
0 حفظ
0 مشاركة
مشاركة على:

جاري التحميل...

أزمة الثقة في مصر: بين الحكومة والمواطنين وتداعياتها على المجتمع والاقتصاد

أزمة الثقة في مصر: بين الحكومة والمواطنين وتداعياتها على المجتمع والاقتصاد

في نوفمبر 2024، أقر رئيس الوزراء مصطفى مدبولي بما وصفه بـ "أزمة ثقة بين المواطن والحكومة". وعزا الأسباب إلى الضغوط الاقتصادية المستمرة والتعقيدات البيروقراطية. وأشار رئيس الوزراء إلى أن هذا يؤثر سلبًا على بيئة الاستثمار المحلية، ويقوض فعالية النظام الضريبي، ويجعل المصريين عرضة لتصديق الشائعات والأخبار الكاذبة.

يبدو أن القضية أكثر تعقيدًا مما كان متصورًا في السابق. فالثقة لا تغيب فقط بين المواطن والحكومة، بل أيضًا بين المواطنين أنفسهم. هذا ناقوس خطر جاد يجب مواجهته.

استطلاعات الرأي العالمية التي أجريت عام 2022، ونشر موقع "عالمنا في البيانات" الإنجليزي نتائجها قبل أيام، طرحت على مواطنين من 90 دولة السؤال التالي: "هل معظم الناس جديرون بالثقة، أم أنك بحاجة إلى توخي الحذر الشديد عند التعامل معهم؟" تضمنت العينات ما بين 1000 و 1500 مشارك.

جاءت مصر في المركز 81. وأشارت النتائج إلى أن سبعة بالمائة فقط من المصريين يثقون في مواطنيهم. بلغت معدلات الثقة في العراق 11 بالمائة وفي لبنان 10 بالمائة. تلت مصر دول مثل البرازيل (المركز 83)، الفلبين (المركز 85)، إندونيسيا (المركز 86)، وبيرو (المركز 89)، وجميعها بمعدل ثقة بلغ أربعة بالمائة.

في المراتب المتوسطة جاءت دول مثل أستراليا (معدل ثقة 49 بالمائة)، بريطانيا (43 بالمائة)، أمريكا (37 بالمائة)، إيطاليا (27 بالمائة)، وفرنسا (26 بالمائة). احتلت الدول الاسكندنافية المراكز الأولى: الدنمارك (معدل ثقة 74 بالمائة)، النرويج (72 بالمائة)، وفنلندا (68 بالمائة). والمثير للدهشة أن الصين احتلت المركز الرابع بمعدل ثقة 63 بالمائة، مما يجعلها الدولة غير الغربية الوحيدة في قائمة العشرة الأوائل.

عزا الخبراء ارتفاع معدلات الثقة بين شعوب الشمال إلى أنظمة الرعاية الاجتماعية الراسخة التي توفرها الدولة لمواطنيها، وانخفاض معدلات الفساد، والحكومات التي تتمتع بالشفافية. ويُعزى تراجع الثقة في البلدان الأخرى إلى عدم الاستقرار والتقلبات الاقتصادية، والفساد المستشري، وارتفاع معدلات الجريمة. هذه العوامل، التي تؤدي في المقام الأول إلى تضاؤل الثقة بين المواطنين وحكومتهم، تتسبب لاحقًا في فقدان المواطنين للثقة حتى في بعضهم البعض.

هذه مشكلة خطيرة للغاية: لم يعد الناس يثقون ببعضهم البعض ويمارسون أقصى درجات الحذر عند التعامل مع الآخرين. يفترض المواطن العادي سوء النية، معتقدًا أن أي شخص يتفاعل معه يمكن أن يلحق به الضرر بأي شكل من الأشكال. لقد حل الشك وسوء النية محل افتراض حسن النية في بعضنا البعض، وهو ما ميزنا لمئات السنين.

الثقة مثل الغراء الذي يعمل على تقوية العلاقة بين مواطني البلد الواحد. وهي أيضًا ما يشكل المؤسسات ويجعلها مقبولة لدى الناس. لا يوجد نشاط اقتصادي بدون ثقة. إذا لم يثق الشعب بقدرة حكومته على أداء وظيفتها ومساعدتهم على مواجهة صعوبات الحياة، فكل شيء يضيع.

الثقة ليست شيئًا ماديًا ملموسًا، لكنها بالغة الأهمية لتحقيق جميع الأهداف المادية. إنها أشبه بالأسمنت الذي يربط الخرسانة معًا لتشكيل بناء قوي واحد، مثل المباني أو الجسور أو السدود. قد نختلف على النسبة الدقيقة لانعدام الثقة بين المصريين أنفسهم، أو بينهم وبين الحكومة، لكن أدلة فقدان الثقة وفيرة لدرجة أنك لا تحتاج إلى جهد لترى ذلك بنفسك.

نبذة عن الكاتب

عبد الله عبد السلام هو مدير التحرير بجريدة الأهرام حيث يكتب عمودًا يوميًا بعنوان "أفق جديد". وهو حاصل على بكالوريوس الصحافة من كلية الإعلام، جامعة القاهرة (1987).

بدأ مسيرته الصحفية في جريدة الوفد، ثم انتقل إلى وكالة أنباء الشرق الأوسط، قبل أن يستقر في جريدة الأهرام في يونيو 1991. أسس بوابة الأهرام الإلكترونية وشغل منصب رئيس تحريرها من 2010 إلى 2013.

شغل منصب رئيس التحرير التنفيذي لموقع المصري اليوم عام 2013. كما عمل سلام مديرًا لتحرير بوابة العين (الإماراتية) عام 2016، ومديرًا لتحرير موقع جريدة "الوطن" (المصرية) عام 2017.

طبيعة الخبر: محايد
هذا الخبر يقدم معلومات محايدة

الكلمات المفتاحية(2)

التعليقات

News.tn يقدم مجموعة من الأخبار المستقاة من مجموعة واسعة من المصادر الإخبارية غير العربية. يجب التنويه أن المحتوى المقدم لا يعكس بالضرورة معتقداتنا وأفكارنا كمالكي الموقع. ما هو تقييمك للمعلومات المقدمة في المقال؟

مقالات ذات صلة