حث محامو حقوق الإنسان الأتراك المدافعون عن الضحايا السوريين المحكمة الجنائية الدولية على إصدار أوامر اعتقال “عاجلة” بحق بشار الأسد و17 من كبار المسؤولين (تصوير إليف أوزتورك/وكالة الأناضول/غيتي إيماجز)
دعا محامون حقوقيون أتراك يمثلون السوريين، المحكمة الجنائية الدولية إلى إصدار مذكرات اعتقال عاجلة بحق بشار الأسد و17 من كبار المسؤولين بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، حسبما ذكرت وكالة أنباء الأناضول.
وفي بيان صدر بعد لقائهما بالسلطات السورية يوم الخميس، أوضح المحاميان غولدن سونميز وجيهات غوكديمير أن الإجراءات بدأت في عام 2017 نيابة عن ضحايا نظام الأسد.
وأشاروا إلى أن هؤلاء الضحايا عانوا من انتهاكات جسيمة في ظل حكم الأسد.
وأكد المحامون أن ملفات القضية لا تزال نشطة بسبب الأوضاع المستمرة الناجمة عن الحرب السورية.
وذكروا أنه “مع سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، انكشفت الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي ارتكبها نظام الأسد أمام العالم”.
دعوة لاتخاذ إجراء سريع من المحكمة الجنائية الدولية
وحث سونميز وغوكديمير المحكمة الجنائية الدولية على التصرف بشكل حاسم.
وأضافوا: “ندعو المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية من دمشق إلى إصدار أوامر اعتقال عاجلة بحق بشار الأسد وكبار المسؤولين استنادا إلى ملفات القضايا الموجودة”.
كما دعوا المحكمة الجنائية الدولية إلى إرسال وفد إلى سوريا لإجراء تحقيقات ميدانية، وتسليط الضوء على الطبيعة المنهجية للفظائع المرتكبة خلال الصراع، بما في ذلك التعذيب والعنف الجنسي واستخدام الأسلحة الكيميائية.
وشددوا على ضرورة البدء بشكل عاجل في محاكمات مجرمي الحرب لضمان العدالة للضحايا.
ودعا المحامون المؤسسات والمنظمات غير الحكومية والأفراد الذين يمتلكون أدلة على جرائم النظام للمساهمة في القضية.
وقالوا: “نحن منفتحون على كافة أشكال التعاون لضمان العدالة”.
عقود من الانتهاكات والآلاف في عداد المفقودين
وقد دأبت جماعات حقوق الإنسان، بما في ذلك الشبكة السورية لحقوق الإنسان، على توثيق انتهاكات النظام الواسعة النطاق والمنهجية.
وفقاً لمؤسس الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، فقد اختفى قسرياً أكثر من 100 ألف سوري، بينهم رجال ونساء وأطفال، منذ عام 2011. وقال إن عدداً قليلاً جداً منهم عاد إلى الظهور، حيث تم التحقق من حوالي 3000 شهادة وفاة فقط حتى الآن.
خلال زيارتهما إلى دمشق، أمضى سونميز وغوكديمير 10 أيام في مقابلة الضحايا وتوثيق تجاربهم.
وقال سونميز، متحدثاً خارج قاعة المحكمة في العاصمة السورية: “سنعود إلى إسطنبول ثم نتوجه إلى لاهاي مع وفدنا من المحامين الدوليين لاتخاذ خطوات نحو اعتقال الأسد وغيره من الجناة”.
كما التقى الفريق القانوني بوزير العدل السوري شادي الويسي لمناقشة جرائم النظام والقضايا الإنسانية.
وشدد الويسي على أهمية التعاون مع المنظمات الدولية لجمع الأدلة وتقديمها للمجتمع العالمي.
وبحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا، أشار سونميز إلى أن الزيارة تهدف إلى مراجعة ملفات القضايا المقدمة إلى المحكمة الجنائية الدولية.
واطلع وزير العدل على ما حققه المحامون الدوليون منذ عام 2017 واستلامهم ملفات 1183 ضحية في مختلف الفئات.
وأضافت أن “هذه الملفات قدمت إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي عام 2019 لمحاكمة بشار الأسد و17 مسؤولاً سياسياً وعسكرياً في نظامه على الجرائم التي ارتكبوها بحق السوريين”.
وصل نظام الأسد إلى نهاية مفاجئة في 8 ديسمبر 2024، عندما استولت قوات المتمردين على دمشق، منهية ما يقرب من 25 عامًا من حكمه وهيمنة حزب البعث التي استمرت ستة عقود.
وفر الأسد إلى روسيا، تاركا وراءه بلدا دمرته حرب أهلية استمرت ما يقرب من 14 عاما وأودت بحياة ما يقدر بنحو 620 ألف شخص من سكان ما قبل الحرب البالغ عددهم 22 مليون نسمة.