محمد أبو الجديان، طفل يبلغ من العمر 10 أشهر، هو أول حالة رسمية معروفة لشخص مصاب بفيروس شلل الأطفال. (جيتي)
ستبدأ حملة تطعيم الأطفال ضد شلل الأطفال في قطاع غزة المحاصر في الأول من سبتمبر المقبل، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
وقال وزير الصحة الفلسطيني ماجد أبو رمضان في تصريح صحفي، إن “جميع الأطفال دون سن العاشرة في غزة سيتم تطعيمهم”.
وبحسب أبو رمضان، فإن حملة التطعيم ستنطلق على ثلاث مراحل، الأولى تبدأ من الأحد وحتى الأربعاء في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، والثانية تبدأ من 5 إلى 9 سبتمبر/أيلول في مدينة خانيونس جنوب القطاع، والأخيرة من 9 إلى 11 سبتمبر/أيلول في شمال غزة.
وقال أبو رمضان إن معدات سلسلة التبريد سيتم نقلها من منطقة إلى أخرى حسب برنامج التطعيم في كل مدينة.
وتقود وزارة الصحة الفلسطينية حملة التطعيم في قطاع غزة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
ودعا سكان قطاع غزة إلى تطعيم أبنائهم وعدم الاستماع للإشاعات التي تطلقها إسرائيل والتي تحاول التشكيك في صحة هذه اللقاحات.
ونشرت الوزارة خرائط ميدانية توضح أماكن مراكز التطعيم، وأرسلت رسائل نصية لسكان قطاع غزة لإبلاغهم بمواعيد تلقي اللقاحات.
سباق ضد الزمن
من جهتها، أفادت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن العاملين في برنامج الصحة التابع لها في غزة يواصلون استعداداتهم وتدريباتهم المكثفة لتنفيذ عمليات التطعيم والتسجيل في ظل ظروف استثنائية معقدة وصعبة.
وقالت الأونروا في بيان صحفي إن أكثر من ألف موظف من موظفيها سيشاركون في هذه الحملة المعقدة، حيث سيقدم الموظفون اللقاحات لمئات الآلاف من الأطفال في غزة، في المراكز الصحية والعيادات المتنقلة والملاجئ التابعة للوكالة، وسيتنقلون من خيمة إلى أخرى حسب الحاجة.
قالت منظمة الصحة العالمية، الخميس، إن إسرائيل وحماس اتفقتا على ثلاث فترات هدنة مؤقتة لمدة ثلاثة أيام في مواقع محددة في قطاع غزة لتنفيذ حملة تطعيم ضد شلل الأطفال.
وأكد ريك بيبركورن، رئيس مكتب منظمة الصحة العالمية في الضفة الغربية المحتلة وغزة، للصحفيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، أن حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة ستبدأ في الأول من سبتمبر/أيلول.
وأوضح بيبركورن أن الاتفاق ينص على أن التهدئة ستكون سارية المفعول ما بين الساعة السادسة صباحا وحتى الثالثة عصرا بالتوقيت المحلي، بدءا من وسط غزة بهدنة لمدة ثلاثة أيام، ثم جنوب غزة بهدنة مؤقتة أخرى لمدة ثلاثة أيام، يليها شمال غزة.
وتهدف الحملة إلى تطعيم نحو 640 ألف طفل، بحيث يتلقى كل طفل من حديثي الولادة إلى 10 سنوات جرعتين.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، سجل قطاع غزة أول حالة إصابة بشلل الأطفال منذ 25 عاماً. وفيروس شلل الأطفال هو مرض فيروسي شديد العدوى يصيب في المقام الأول الأطفال دون سن الخامسة.
الطفل محمد أبو الجديان، 10 أشهر، هو أول حالة رسمية معروفة لشخص مصاب بفيروس شلل الأطفال. وقالت نيفين أبو الجديان، والدة الطفل، لـ«العربي الجديد» إنها صدمت عندما سمعت الخبر عن طفلها.
وقالت إن طفلها أصيب فجأة بحرارة في كافة أنحاء جسده، ولم يعد يستطيع الحركة، ما اضطرها إلى نقله إلى المستشفى.
وأضافت السيدة “هناك (في المستشفى) أجرى الأطباء العديد من الفحوصات لطفلي، ثم أبلغوني أنه أول إصابة بالفيروس”.
وأشارت أيضًا إلى أن طفلها لم يحصل على المساعدة الطبية الكافية أو الغذاء أو الماء لمساعدته على التغلب على العدوى.
وأضافت الأم “إنه يعيش حاليا في خيمة في حالة سيئة للغاية ولا أحد يهتم به”.
وأضافت “أتمنى أن يمشي ابني ويعود مثل إخوته كما كان من قبل، وأطالب كل المؤسسات بمساعدة ابني حتى يتمكن من العلاج والسفر للخارج للعلاج والعودة لحياته الطبيعية”.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، ينتشر المرض من شخص لآخر، وذلك أساسا عن طريق الانتقال من البراز إلى الفم أو، في حالات أقل شيوعا، عن طريق المياه أو الغذاء الملوث.