وزارة الصحة تعلن فحص ما يقرب من 15 مليون مواطن ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأورام السرطانية

أعلنت وزارة الصحة والسكان عن تقديم خدمات مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي للكشف المبكر عن الأورام السرطانية، والتي تشمل أورام الرئة، البروستاتا، القولون، وعنق الرحم، لما يقرب من 15 مليون مواطن. وقد بلغ العدد الدقيق للمستفيدين 14 مليونًا و996 ألفًا و773 مواطنًا ممن تبلغ أعمارهم 18 عامًا فأكثر، وذلك بالمجان تمامًا. وقد بدأت هذه المبادرة الرئاسية الطموحة في يونيو 2023 تحت شعار 100 مليون صحة، بهدف تعزيز الصحة العامة والوقاية من الأمراض المزمنة والخطيرة.

وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان، أن آلية عمل المبادرة تعتمد على استبيان إلكتروني دقيق ومفصل. يهدف هذا الاستبيان إلى تحديد عوامل الخطورة المحتملة والأعراض التي قد تشير إلى وجود أورام سرطانية. يمكن للمواطنين الوصول إلى هذا الاستبيان مباشرة عبر الرابط المخصص للمبادرة، مما يسهل عليهم المشاركة في الفحص الأولي من أي مكان. وفي حال ظهور أي اشتباه أو مؤشرات مقلقة بناءً على نتائج الاستبيان، يتم على الفور إحالة الحالة لإجراء الفحوصات المتقدمة والتشخيص الدقيق، ومن ثم البدء في رحلة العلاج المناسبة دون أي تأخير، لضمان أفضل النتائج الصحية للمواطنين.

وأكد الدكتور عبدالغفار أن المواطن يستطيع ملء الاستبيان المبدئي بطريقتين: إما من خلال زيارة أقرب وحدة صحية تابعة لوزارة الصحة، حيث يتوفر الدعم والمساعدة لإكمال الاستبيان، أو مباشرة عبر الموقع الإلكتروني للمبادرة، مما يوفر مرونة وسهولة في الوصول. يتم من خلال هذا الاستبيان تحديد نوع الورم المستهدف الكشف عنه لكل فرد بدقة متناهية بناءً على البيانات المدخلة. وفي حال وجود أي اشتباه يستدعي المزيد من الفحص، تُجرى الأشعة والتحاليل المعملية الضرورية في المستشفيات المخصصة للمبادرة، والتي تم تجهيزها بأحدث التقنيات والمعدات. إذا كانت النتائج سلبية، يُدرج المواطن في برنامج متابعة دورية لضمان صحته المستمرة والكشف عن أي تطورات مستقبلية. أما الحالات الإيجابية، فيتم عرضها على لجنة طبية متعددة التخصصات تضم نخبة من الأطباء المتخصصين لتحديد خطة العلاج المناسبة والفعالة بأسرع وقت ممكن، بما يضمن تقديم رعاية صحية شاملة ومتكاملة.

ومن جانبه، كشف الدكتور خالد عبدالعزيز، المدير التنفيذي للمبادرة الرئاسية للكشف المبكر وعلاج الأورام السرطانية، عن بعض النتائج المبدئية الهامة التي أسفرت عنها الفحوصات حتى الآن. فقد تم اكتشاف 76 حالة مصابة بسرطان الرئة، و293 حالة مصابة بسرطان القولون، و172 حالة مصابة بسرطان البروستاتا. وتتلقى جميع هذه الحالات العلاج اللازم وفقًا لأحدث البروتوكولات العلاجية العالمية المعتمدة، مما يعكس التزام المبادرة بتقديم أعلى مستويات الرعاية الصحية للمرضى. هذه الأرقام تؤكد الأهمية القصوى للمبادرة في الكشف المبكر عن هذه الأمراض الخطيرة، مما يزيد من فرص الشفاء ويحسن من جودة حياة المرضى.

وتؤكد وزارة الصحة والسكان على استمرارها في تقديم كل الدعم والمعلومات الضرورية للمواطنين عبر قنوات اتصال متعددة. يمكن للمواطنين التواصل عبر الخط الساخن 105 أو 15335 للحصول على الاستفسارات والمساعدة. كما تتوفر المعلومات الشاملة من خلال الموقع الرسمي للمبادرات الصحية الرئاسية، والصفحات الرسمية للوزارة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي يتم تحديثها باستمرار بأحدث المستجدات والإرشادات. وتشدد الوزارة على أن الكشف المبكر يمثل خط الدفاع الأول والأكثر فعالية ضد هذه الأمراض، وأن الوقاية تبدأ دائمًا بخطوة واحدة بسيطة تتمثل في المشاركة في هذه الفحوصات الدورية، مما يساهم في بناء مجتمع أكثر صحة وعافية.