جزء من طريق الولاية 138 جرفته الفيضانات، خارج رايتوود، كاليفورنيا، في 24 ديسمبر 2025.

حذرت السلطات الأمريكية يوم الخميس 25 ديسمبر سكان جنوب كاليفورنيا من فيضانات محتملة وارتفاع منسوب الأنهار بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت ومن المتوقع أن تستمر في الهطول خلال يوم عيد الميلاد.

تضرب ظاهرة "النهر الجوي"، وهي ظاهرة جوية تحمل بخار الماء من المناطق الاستوائية إلى السواحل وتتسبب في هطول أمطار غزيرة، ولاية كاليفورنيا هذا الأسبوع، وقد تسببت بالفعل في فيضانات يوم الأربعاء في الجبال القريبة من لوس أنجلوس، ثاني أكبر مدينة في الولايات المتحدة.

وكتبت خدمات الأرصاد الجوية الأمريكية (NWS) أن "تيارًا هوائيًا شديد الرطوبة سيؤدي إلى هطول أمطار غزيرة على كاليفورنيا يوم الخميس"، محذرة من أن "العديد من الفيضانات المفاجئة ممكنة"، مع خطر جرف الحطام، خاصة في المناطق التي دمرت فيها حرائق الغابات الغطاء النباتي وأضعفت التربة. وقد أعلن حاكم الولاية، جافين نيوسوم، حالة الطوارئ في لوس أنجلوس ومنطقتها يوم الأربعاء.

تُعرف ظاهرة "النهر الجوي" بأنها ممرات ضيقة في الغلاف الجوي تحمل كميات هائلة من بخار الماء، غالبًا ما تكون أكبر من تدفق نهر الأمازون. عندما تصل هذه الأنهار الجوية إلى اليابسة، خاصة على السواحل الجبلية مثل كاليفورنيا، فإنها تطلق رطوبتها على شكل أمطار غزيرة وثلوج، مما يمكن أن يكون مصدرًا حيويًا للمياه للولاية التي تعاني من الجفاف، ولكنه أيضًا يمثل خطرًا كبيرًا للفيضانات والانهيارات الطينية عندما تكون شديدة.

وقد أدت الأمطار الغزيرة بالفعل إلى إغلاق العديد من الطرق الرئيسية والفرعية، بما في ذلك أجزاء من الطرق السريعة الهامة، مما أثر على حركة المرور وأجبر السكان على تغيير خطط سفرهم خلال عطلة الأعياد. كما تم الإبلاغ عن انقطاعات في التيار الكهربائي في بعض المناطق، وتعمل فرق الطوارئ على مدار الساعة لإعادة الخدمات المتضررة وتقديم المساعدة للمتضررين.

يسمح إعلان حالة الطوارئ لحاكم الولاية بتعبئة موارد إضافية من الدولة وطلب المساعدة الفيدرالية إذا لزم الأمر، مما يضمن استجابة سريعة وفعالة للأزمة. وقد حث الحاكم نيوسوم السكان على توخي أقصى درجات الحذر، وتجنب القيادة في الطرق المغمورة بالمياه، والبقاء على اطلاع دائم بتحذيرات الطقس الصادرة عن السلطات المحلية.

تأتي هذه الأحداث الجوية المتطرفة في سياق يثير قلقًا متزايدًا بشأن تغير المناخ، حيث تشهد كاليفورنيا تقلبات شديدة بين فترات الجفاف الطويلة والأمطار الغزيرة المفاجئة. هذه الظواهر تزيد من هشاشة التربة، خاصة في المناطق التي تعرضت لحرائق الغابات مؤخرًا، مما يجعلها أكثر عرضة للانهيارات الطينية والفيضانات المفاجئة.

تواصل السلطات المحلية وخدمات الطوارئ مراقبة الوضع عن كثب، وتقديم التوجيهات اللازمة للمواطنين. يُنصح السكان بالبقاء في منازلهم قدر الإمكان، وتجهيز حقائب الطوارئ، والتأكد من أن لديهم خطة إخلاء في حال تدهور الأوضاع. إن سلامة الجميع هي الأولوية القصوى في مواجهة هذه الظروف الجوية القاسية.