منتدى

كان برنامج "تونس تعزز" (Tunisia Boost Up) محور منتدى نُظم في 24 أكتوبر 2025 بأحد فنادق الضاحية الشمالية لتونس العاصمة. وقد جمع هذا الحدث، الذي أشرفت عليه Excelty Lab، أبرز الفاعلين في المنظومة الريادية التونسية بهدف تحديد التحديات التي تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة في تدويل أعمالها، وحصر الفرص المتاحة في الأسواق الأفريقية، وصياغة توصيات ملموسة لتعزيز قدرتها التنافسية.

لطفي الساحلي

يحظى برنامج "تونس تعزز" بدعم من "قوافل" (Qawafel) وتمويل من الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD)، ويتم تنفيذه بواسطة "خبرة فرنسا" (Expertise France) بدعم من مؤسسة كونراد أديناور (KAS).

قدم زكريا بن ضياء، المؤسس والرئيس التنفيذي لـ Excelty، عرضاً لأنشطة حاضنته، بما في ذلك الندوات الإقليمية التي أقيمت في نابل وصفاقس. وأكد على أهمية شركاء المشروع في نجاح الملتقى والديناميكية الوطنية والإقليمية التي تولدت عنه، بالتعاون مع مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث (Cawtar)، ومركز القيادات الشابة بتونس الكبرى (CJD Grand Tunis)، ومركز القيادات الشابة بالسنغال (CJD Sngal).

من جانبه، شدد مايكل باور، ممثل مؤسسة كونراد أديناور (KAS)، على دور المؤسسة في دعم الديناميكيات الاقتصادية وريادة الأعمال في تونس، من خلال تعزيز الابتكار والحوكمة والتنمية المستدامة، لا سيما عبر مبادرات مثل "تونس تعزز".

تعزيز القدرة التنافسية

استعرض مازن القاسم، الخبير الدولي ورئيس مشروع "قوافل"، طموح البرنامج وإنجازاته البارزة: ففي أقل من 18 شهراً، تم دعم 17 شركة من القطاع الرقمي، وتنظيم 10 دورات تدريبية و20 جلسة توجيه (كوتشينغ)، وتنفيذ مهمة استكشافية في موريتانيا شاركت فيها 7 شركات، وعقد أكثر من 20 لقاءً ثنائياً (B2B)، بالإضافة إلى تثمين 11 مشروعاً تونسياً في الأسواق الموريتانية والسنغالية.

خلال الجلسة النقاشية الأولى، قدم ممثلو وكالة النهوض بالصناعة والتجديد (API)، ووكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية (APIA)، وغرفة التجارة والصناعة بتونس، ومركز النهوض بالصادرات (Cepex)، وكونكت الدولية (Conect International)، والبنك الدولي، برامجهم للدعم والتمويل والمرافقة الهادفة إلى تعزيز القدرة التنافسية للشركات الصغيرة والمتوسطة وتسهيل وصولها إلى الأسواق الأفريقية.

جمعت الجلسة النقاشية الثانية مستشارين من خلفيات متنوعة، حيث تبادلوا خبراتهم حول مرافقة الشركات الناشئة، وأفضل الممارسات، والتحديات التي واجهوها، والاستراتيجيات التي تعزز النمو والابتكار، مع التأكيد على أهمية الإرشاد والتواصل وبناء الشبكات.

بين هذه الجلسات، استمع الجمهور إلى شهادتين مباشرتين: الأولى من لطفي الشريف من نواكشوط، والثانية من سفيان بياوي من داكار. وقد سلطت هاتان الشهادتان الضوء على الفرص والتحديات في التعاون الاقتصادي بين تونس وموريتانيا والسنغال، وأظهرتا الأثر الملموس لتدويل الشركات التونسية.

خُصصت الجلسة الختامية للشركات الناشئة الناجحة، حيث شاركت هذه الشركات قصص إصرارها والتزامها والعقبات التي تغلبت عليها. وقدمت للجمهور لمحة عملية عن واقع ريادة الأعمال ومفاتيح النجاح، مع التأكيد على أهمية الشجاعة والابتكار ودعم الشركات الشابة في بيئة تنافسية.