مقتل أربعة أشخاص في نيروبي خلال مراسم وداع زعيم المعارضة الكيني رايلا أودينغا

قُتل أربعة أشخاص في العاصمة الكينية نيروبي، بعد أن أطلقت قوات الأمن النار والغاز المسيل للدموع لتفريق حشود ضخمة في ملعب كان يُسجى فيه جثمان زعيم المعارضة رايلا أودينغا.

توفي أودينغا، الذي كان شخصية رئيسية في السياسة الكينية لعقود، وسُجن سياسياً في السابق وترشح للرئاسة خمس مرات دون نجاح، يوم الأربعاء عن عمر يناهز 80 عاماً في الهند، حيث كان يتلقى العلاج الطبي.

مع احتشاد الآلاف من أنصاره في الشوارع منذ الصباح الباكر، اندلعت الفوضى عندما اخترق حشد ضخم بوابة في ملعب نيروبي الرئيسي، مما دفع الجنود لإطلاق النار في الهواء، حسبما أفاد شاهد عيان لوكالة رويترز.

أفاد مصدر في الشرطة لوكالة رويترز أن شخصين قُتلا بالرصاص في الملعب. وذكرت قناتا KTN News و Citizen TV لاحقاً أن عدد القتلى ارتفع إلى أربعة، مع إصابة العشرات. وبعد إطلاق قوات الأمن النار، استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق آلاف المعزين، حسبما أفادت القناتان، مما أدى إلى إخلاء الملعب.

وفي وقت سابق من اليوم، اقتحم آلاف المعزين لفترة وجيزة مطار نيروبي الدولي، مما أدى إلى تعطيل مراسم استقبال جثمان أودينغا بتكريم عسكري من قبل الرئيس ويليام روتو ومسؤولين آخرين. وقد تسبب الحادث في تعليق عمليات المطار لمدة ساعتين.

كما غمرت الحشود الطرق القريبة وحاولت اختراق مبنى البرلمان، حيث كانت الحكومة قد حددت في الأصل مكان العرض العام للجثمان.

على الرغم من أنه اشتهر كشخصية معارضة، إلا أن أودينغا أصبح رئيساً للوزراء في عام 2008، كما أبرم اتفاقاً سياسياً مع روتو العام الماضي في مسيرة مهنية تميزت بتحالفات متغيرة.

حظي أودينغا بولاء عاطفي بين مؤيديه، خاصة في مجتمعه اللو الذي يتمركز في غرب كينيا، حيث يعتقد الكثيرون منهم أنه حُرم من الرئاسة بسبب تزوير انتخابي.

كان رايلا أودينغا شخصية محورية في المشهد السياسي الكيني، حيث خاض صراعات طويلة من أجل الديمقراطية والإصلاح. بدأت مسيرته السياسية في أواخر السبعينيات، وشهدت فترات من الاعتقال السياسي في عهد الرئيس دانيال أراب موي بسبب نشاطه المعارض. على الرغم من محاولاته المتكررة للوصول إلى الرئاسة، والتي يرى أنصاره أنها أُحبطت بفعل التلاعب بالنتائج، إلا أنه ظل صوتاً قوياً للمعارضة ومدافعاً عن حقوق الشعب. وقد أدت وفاته إلى موجة من الحزن والغضب في البلاد، خاصة بين قواعده الشعبية التي كانت ترى فيه رمزاً للأمل والتغيير. تعكس الأحداث التي صاحبت نقل جثمانه إلى نيروبي عمق الانقسامات السياسية والاجتماعية في كينيا، وتبرز التحديات التي تواجه البلاد في مرحلة ما بعد أودينغا.