مصطفى حسني يؤكد على أهمية التربية بأسلوب لقمان الحكيم قبل الإنجاب

الداعية مصطفى حسني - صورة أرشيفية

أكد الداعية مصطفى حسني أن الآباء والأمهات الذين لا يمتلكون الاستعداد الكافي لتربية أبنائهم بروح لقمان الحكيم، يجب عليهم إعادة التفكير مليًا قبل اتخاذ قرار الإنجاب. وشدد على هذه الفكرة بقوله: "من لا ينوي أن يربي أبناءه على نهج سيدنا لقمان، فليمتنع عن الإنجاب".

وأوضح حسني، خلال ظهوره في برنامج "دولة التلاوة"، أن لقمان الحكيم لم يربِ ابنه بطريقة عشوائية أو ارتجالية، بل كان يخصص وقتًا للتفكير العميق في احتياجات ابنه الحقيقية. بناءً على هذا التفكير، قدم له وصايا شاملة تهدف إلى بناء شخصيته وتقوية إيمانه. هذه الوصايا لم تكن مجرد نصائح عابرة، بل كانت منهجًا تربويًا متكاملًا يراعي جميع جوانب حياة الابن، من الروحية إلى السلوكية.

وبيّن الداعية مصطفى حسني أن لقمان بدأ مع ابنه من الأسس الجوهرية، حيث عمل على غرس العقيدة الصحيحة في قلبه وترسيخ أهمية الصلاة في حياته كعمود أساسي للدين. ولم يقتصر الأمر على الجانب الروحي، بل امتد ليشمل الاهتمام بالأخلاق الحميدة، وحتى تهذيب السلوكيات اليومية مثل طريقة المشي المعتدلة، وكيفية التحكم في نبرة الصوت، والتعامل الراقي مع الآخرين بالاحترام والتقدير. هذا النهج الشامل يبرز عمق رؤية لقمان في التربية.

وأضاف حسني أن الأبناء يستمدون شعورًا بالقوة والثقة بالنفس عندما يجدون أبًا يمنحهم من وقته الثمين وخبرته الحياتية الغنية، ويشاركهم في تفاصيل حياتهم ويقدم لهم التوجيه الصادق. هذا ما فعله لقمان الحكيم تمامًا، فقد قدم لابنه خلاصة حكمته وتجاربه العميقة، مما ساعد في تشكيل شخصيته وتوجيهه نحو الصلاح والنجاح في الدنيا والآخرة. إن هذا العطاء من الأب يغرس في الأبناء شعورًا بالأمان والانتماء.

وفي هذا السياق، يستعرض "المصري لايت" وصايا لقمان لابنه، كما وردت في منشورات "دار الإفتاء المصرية". يورد القرآن الكريم نصائح لقمان الحكيم لابنه، وهي سبع وصايا تربوية جامعة وشاملة. تبدأ هذه الوصايا بترسيخ العقيدة الصحيحة، ثم تتدرج لتشمل الأعمال الصالحة والآداب العامة التي يجب أن يتحلى بها الإنسان في حياته اليومية، مما يجعلها نموذجًا يحتذى به في التربية.

تُعد وصايا لقمان لابنه منهجًا تربويًا متكاملًا، حيث تبدأ بالتوحيد وعدم الشرك بالله، وهو الأساس الذي تبنى عليه جميع القيم الأخرى. ثم تنتقل إلى بر الوالدين والإحسان إليهما، ومراقبة الله في السر والعلن، وإقامة الصلاة بخشوع، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كواجب اجتماعي، والصبر على المصائب والشدائد، والتواضع وعدم التكبر، واعتدال المشي وخفض الصوت. هذه الوصايا لا تزال صالحة لكل زمان ومكان، وتقدم إطارًا شاملاً لتربية الأبناء على القيم والمبادئ الإسلامية السامية، وتساعدهم على بناء شخصية متوازنة ومؤمنة.