مصر تستضيف مؤتمرًا رفيع المستوى لمناقشة إصلاح الإدارة المحلية ودروس برنامج تنمية الصعيد
جاري التحميل...

مصر تستضيف مؤتمرًا رفيع المستوى لمناقشة إصلاح الإدارة المحلية ودروس برنامج تنمية الصعيد
أعلنت وزارة التنمية المحلية أن مصر ستستضيف في 27 نوفمبر مؤتمرًا رفيع المستوى بعنوان "إصلاح وتمكين الإدارة المحلية: دروس مستفادة من برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر". يأتي هذا المؤتمر في إطار الجهود المستمرة للحكومة المصرية لتعزيز كفاءة وفعالية الإدارة المحلية وتحقيق التنمية الشاملة في جميع أنحاء البلاد، مع التركيز بشكل خاص على المناطق التي تحتاج إلى دعم أكبر مثل صعيد مصر.
ينظم المؤتمر، الذي سيُعقد تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، بالاشتراك بين الوزارة وشركائها الاستراتيجيين، بما في ذلك وزارات التخطيط والتنمية الاقتصادية، والمالية، والتجارة والصناعة، وذلك بالتعاون الوثيق مع البنك الدولي الذي يقدم الدعم الفني والمالي للعديد من المبادرات التنموية في مصر. ومن المتوقع أن يشهد المؤتمر مشاركة واسعة تضم أكثر من 300 مسؤول رفيع المستوى من داخل مصر وخارجها، بمن فيهم ممثلون عن الحكومات المحلية، والمنظمات الدولية، والخبراء في مجال التنمية والإدارة.
صرحت وزيرة التنمية المحلية، الدكتورة منال عوض، أن هذا الحدث الهام يتزامن مع اقتراب انتهاء المرحلة الأولى من برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر في أكتوبر 2025. وأضافت أن البرنامج، الذي أُطلق في عام 2017 بدعم كبير من البنك الدولي، قد مثل "نقلة نوعية" حقيقية في منهجيات التخطيط المحلي وإدارة الموارد العامة، مما ساهم في إحداث تغييرات إيجابية ملموسة على أرض الواقع.
وأوضحت الدكتورة عوض أن المؤتمر سيكون بمثابة منصة وطنية محورية لاستعراض وتقييم الإنجازات الكبيرة التي تحققت خلال المرحلة الأولى من البرنامج. وقد شهدت هذه المرحلة تنفيذ آلاف المشاريع الحيوية في مجالات البنية التحتية والخدمات العامة، بإجمالي استثمارات تجاوزت 32 مليار جنيه مصري. هذه الاستثمارات الضخمة تعكس التزام الدولة بتحسين جودة الحياة للمواطنين في صعيد مصر.
وقد ساهمت هذه المشاريع بشكل مباشر في تحسين مستوى الخدمات المقدمة لحوالي 8.3 مليون مواطن في محافظات قنا وسوهاج والمنيا وأسيوط، وهي المحافظات المستهدفة في المرحلة الأولى من البرنامج. وأشارت الوزيرة إلى أن البرنامج لم يركز فقط على البنية التحتية، بل أولى اهتمامًا خاصًا بالبعد الاجتماعي، حيث بلغت مشاركة المرأة في الأنشطة التنموية 48%، مما يعكس تمكينًا حقيقيًا للمرأة في عمليات التنمية المحلية. كما ارتفعت كفاءة البنية التحتية والخدمات في المحافظات المستهدفة إلى 87.8%، وهو ما يتجاوز بكثير الهدف المخطط له وهو 70%، مما يدل على النجاح الباهر للبرنامج.
سيتضمن المؤتمر أيضًا عرضًا مفصلاً ومناقشة مستفيضة للاستراتيجية الوطنية للامركزية وخارطة طريق تنفيذها. وتستند هذه الاستراتيجية بشكل كبير إلى الدروس المستفادة والتجارب الناجحة التي تحققت من خلال برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر، بهدف تعميم هذه النجاحات على مستوى الجمهورية.
وقال السيد هشام الحلباوي، مدير البرنامج، إنه يمثل تجربة رائدة في إدخال آليات مبتكرة وغير تقليدية في الإدارة المحلية، مثل التحويلات المالية القائمة على الصيغ والمنح المرتبطة بالأداء. وقد ساهمت هذه الآليات بشكل فعال في تعزيز مبادئ الشفافية والمساءلة في استخدام الموارد العامة، مما يضمن توجيه الأموال نحو المشاريع الأكثر احتياجًا والأكثر تأثيرًا.
سيبحث المؤتمر أيضًا فرص توسيع التجربة الناجحة للبرنامج لتشمل محافظات جديدة في صعيد مصر وخارجه، بهدف تعميم الفائدة على نطاق أوسع. كما سيناقش سبل تعميق التعاون مع شركاء التنمية الدوليين الآخرين لضمان استدامة هذه الجهود التنموية وتحقيق أقصى استفادة من الخبرات والموارد المتاحة لدعم التنمية المحلية في مصر.
