مستقبل غامض للنادي الرياضي بقابس بعد استقالة الرئيس وتدهور النتائج
جاري التحميل...

مستقبل غامض للنادي الرياضي بقابس بعد استقالة الرئيس وتدهور النتائج

في الوقت الذي بدأت فيه بعض الفرق استعداداتها لمرحلة الإياب من البطولة، وتستعد أخرى لذلك، يمر النادي الرياضي بقابس (ASG) بلحظات عصيبة للغاية، مما ينذر بمستقبل قاتم.
الصحافة الشرارة الأولى التي بدأت تشعل النيران في بيت الزليزة كانت الهزيمة القاسية بأربعة أهداف دون رد أمام الملعب التونسي في باردو، يوم الأحد 23 نوفمبر. في ذلك اليوم، أدرك المدرب اسكندر القصري حجم الأضرار الحقيقية.
مرحلة ذهاب انتهت بشكل غير سارٍ، لتطيل سلسلة النتائج السيئة للغاية. ثماني هزائم، ستة تعادلات، وفوز واحد فقط في 15 مباراة، الإحصائيات مروعة بالفعل.
مع هذا العجز الكبير، واحتلال المركز الأخير برصيد هزيل بلغ 9 نقاط، هل من الممكن لـ أبناء الأحمر والأسود بقابس أن يتطلعوا إلى صعود، ولو تدريجي، من هذا المنحدر الصعب؟ لا شيء مؤكد على الإطلاق.
أول من قفز من السفينة الغارقة هو رئيس الهيئة المديرة منجي حسين الذي قدم استقالته.
سواء كان إنذارًا كاذبًا أم لا، فقد نزل الخبر كالصاعقة. لم يكن أحد يتوقع أن الرجل الذي انتخب قبل ثلاثة أشهر، بهدف معلن بكل قوة ووضوح للعمل على المدى الطويل لإعادة النادي الرياضي بقابس إلى مكانته كفريق وسط الترتيب لا يلعب فقط لضمان بقائه، سيلقي المنشفة بهذه السرعة.
ذريعة واهية
السبب الذي ساقه لرحيله المتسرع انقلب عليه. فقد صرح لتبرير قراره قائلاً: لم أكن أعلم أن هيئة مديرة جديدة منتخبة بعد استقالة لجنة قبل نهاية ولايتها لا يمكنها إلا إكمال الفترة المتبقية من الموسم، وبالتالي يجب عليها الدعوة إلى جمعية انتخابية جديدة في نهاية هذه الفترة، قبل أن يوضح أنه لم يأتِ لسد الثغرات، بل بمشروع حقيقي لتجديد النادي وإعادة هيكلته يمتد لأكثر من عام.
لذلك، كانت استقالة المكتب المديري بأكمله مفاجأة كبيرة، خاصة وأن منجي حسين كان قد أكد في اليوم التالي لانتهاء مرحلة الذهاب رغبة المسؤولين الجدد في استغلال فترة التوقف الشتوية الطويلة لإعادة ترتيب البيت ومعالجة جميع النقائص التي لم يكونوا مسؤولين عنها.
أزمة أعمق بكثير
لكن السبب الحقيقي وراء هذا الهروب الكبير للمسؤولين لا يمكن أن يكون إلا أزمة مالية بلغت ذروتها، لدرجة جعلت الوضع غير قابل للإدارة على الإطلاق.
لا توجد إيرادات مالية خلال فترة التوقف، وخزينة النادي جافة تمامًا. لا يوجد حتى ما يكفي لدفع تذاكر الطيران للاعبين الأجانب الذين أرادوا قضاء بضعة أيام إجازة مع عائلاتهم.
ولا حتى مبلغ زهيد قدره عشرة آلاف دينار لإعطاء دفعة بسيطة لفئات الشباب التي تتدرب وتتنقل في ظروف صعبة للغاية.
لجأ المدربون الخمسة أو الستة لهذه الفئات إلى إضراب لمدة أسبوع، مما أدى إلى انسحاب تاريخي على أرضهم لفرق الشباب أمام فريقي الترجي الرياضي الجرجيسي والنادي الإفريقي.
ولتجنب انسحابين متتاليين لهذه الفئات، قام أولياء الأمور والمشجعون بتغطية تكاليف تنقلهم الأخير إلى تونس.
لا يوجد أسوأ من أجواء العمل السامة داخل نادٍ محترف. وقد تحدد استئناف تدريبات الفريق الأول لبداية الأسبوع في جو غير مواتٍ للغاية، مما سيؤثر على برنامج عمل اسكندر القصري بأكمله.
بأي معنويات، وبأي تشكيلة، وبأي هدف لمجموعة معنوياتها محطمة، وقد ألقيت تقريبًا أحجار النرد لمصير سيء هذا الموسم في الرابطة المحترفة الأولى؟
مهما كانت الصعوبات، فإن الهيئة المديرة، حتى لو تركت وحدها في إدارة أزمة عميقة، يجب عليها تحمل مسؤولياتها.
