18 نوفمبر 2025 في 01:13 ص
news.tn
أخبار.تن - شعار الموقع
عاجل

مجازر مروعة في الفاشر: قوات الدعم السريع تسيطر على عاصمة شمال دارفور وتنفذ إعدامات وحشية

Admin User
نُشر في: 30 أكتوبر 2025 في 12:01 م
4 مشاهدة
3 min دقائق قراءة
المصدر: Le Monde
0 إعجاب
0 حفظ
0 مشاركة
مشاركة على:

جاري التحميل...

مجازر مروعة في الفاشر: قوات الدعم السريع تسيطر على عاصمة شمال دارفور وتنفذ إعدامات وحشية

مجازر مروعة في الفاشر: قوات الدعم السريع تسيطر على عاصمة شمال دارفور وتنفذ إعدامات وحشية

يهبط الجندي السلالم، وسلاحه الآلي في يده. في قبو عيادة سرية تقع في أحد مباني جامعة الفاشر، ترقد بالفعل حوالي عشرة جثث ملطخة بالدماء. وسط تشابك الجثث، يجلس رجل مسن، لا يزال على قيد الحياة، متربعًا، مرتديًا جلبابًا أبيض. ينهض الرجل العجوز وينظر إلى الجندي ذي الوجه اليافع. يُسمع صوته وهو يقول: "ماذا تفعل يا بني؟" قبل أن يُعدم بإجراءات موجزة. "هذا لم يمت، لماذا تتظاهر بالنوم؟ اقتله يا علي رجيج!"، ينادي الجندي الذي يصور الفيديو مشيرًا إلى شاب ممدد في عمق الغرفة. يقوم المدعو علي رجيج، الذي يرتدي نعالًا في قدميه وعلى رأسه "كادمول" عمامة مقاتلي الصحراء، وهي علامة مميزة لقوات الدعم السريع بإعادة تلقيم سلاحه ويطلق النار. ثم يخرج الرجلان، مطلق النار والمصور، من باب يفتح على فناء، تتناثر فيه حوالي عشرة جثث أخرى.

يشهد الفيديو على وحشية المجازر التي تجري في الفاشر منذ سيطرة قوات الدعم السريع شبه العسكرية التابعة للجنرال محمد حمدان دقلو، المعروف بـ "حميدتي"، على عاصمة شمال دارفور يوم الأحد الموافق 26 أكتوبر. في غضون أربعة أيام، نُشرت صور لا حصر لها، صورها المقاتلون أنفسهم، على وسائل التواصل الاجتماعي، لتكشف عن فظائع لا توصف بحق المدنيين العزل. هذه المشاهد المروعة تؤكد التقارير المتزايدة عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وجرائم حرب محتملة في المنطقة.

صورة فضائية حللتها جامعة ييل الأمريكية تظهر آثار المجزرة في حي داراجا أولا بالفاشر، السودان، في 27 أكتوبر 2025.

تُعد الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، نقطة استراتيجية حيوية في الصراع الدائر في السودان، حيث تمثل مركزًا تجاريًا وإداريًا رئيسيًا. سيطرة قوات الدعم السريع عليها تمنحها نفوذًا كبيرًا في المنطقة، لكنها تأتي على حساب معاناة إنسانية فادحة. عشرات الآلاف من السكان يفرون من المدينة بحثًا عن ملاذ آمن، تاركين وراءهم منازلهم وممتلكاتهم، في ظل نقص حاد في الغذاء والماء والدواء.

تتفاقم الأزمة الإنسانية في دارفور بشكل عام، حيث تشير تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية إلى أن ملايين الأشخاص بحاجة ماسة للمساعدة. المجازر والإعدامات التي تُوثق في الفاشر تذكّر بالفظائع التي شهدتها المنطقة في أوائل الألفية الثالثة، وتثير مخاوف جدية من تكرار سيناريوهات العنف العرقي والتطهير. المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، دعا مرارًا إلى وقف فوري لإطلاق النار وحماية المدنيين، لكن هذه الدعوات غالبًا ما تُقابل بالتجاهل من الأطراف المتحاربة.

الجنرال محمد حمدان دقلو، المعروف بـ "حميدتي"، قائد قوات الدعم السريع، يواجه اتهامات متزايدة بارتكاب انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي. هذه القوات، التي نشأت من ميليشيات الجنجويد سيئة السمعة، لديها تاريخ طويل من العنف في دارفور. يرى مراقبون أن سيطرة "حميدتي" على الفاشر تعزز موقفه في الصراع الأوسع ضد الجيش السوداني، لكنها تضع المدنيين في مرمى النيران وتزيد من تعقيد جهود إحلال السلام والاستقرار في البلاد.

تتطلب هذه الأزمة تدخلًا دوليًا عاجلاً لضمان حماية المدنيين وتوفير المساعدات الإنسانية الضرورية. كما يجب إجراء تحقيقات مستقلة وشفافة في جميع الانتهاكات المبلغ عنها لضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، وإرسال رسالة واضحة بأن الإفلات من العقاب لن يكون مقبولًا. إن مصير دارفور وشعبها يتوقف على استجابة فعالة وحازمة من المجتمع الدولي.

التصنيفات:

طبيعة الخبر: محايد
هذا الخبر يقدم معلومات محايدة

الكلمات المفتاحية(2)

التعليقات

News.tn يقدم مجموعة من الأخبار المستقاة من مجموعة واسعة من المصادر الإخبارية غير العربية. يجب التنويه أن المحتوى المقدم لا يعكس بالضرورة معتقداتنا وأفكارنا كمالكي الموقع. ما هو تقييمك للمعلومات المقدمة في المقال؟

مقالات ذات صلة