مارين لوبان وجوردان بارديلا يواصلان
جاري التحميل...

مارين لوبان وجوردان بارديلا يواصلان
تقرير - بعيدًا عن النقاشات المتعلقة بالميزانية التي تشغل الجمعية الوطنية، تجول الثنائي القومي يوم السبت في المعرض الزراعي ببوساي، متفقدين أحوال فرنسا العاملة المثقلة بالضرائب.
كم تبدو بعيدة تلك النقاشات المتعلقة بالميزانية التي لا تزال تشغل أروقة الجمعية الوطنية هذا السبت. على بعد بضع مئات من الكيلومترات من العاصمة، تستمتع مارين لوبان وجوردان بارديلا بنسيم منعش وسط جرارات معرض بوساي (فوسج). لا يهم إن كان "اليسار الراديكالي" (اليسار المتطرف) في الوقت نفسه يندد بغياب نواب التجمع الوطني عن قاعة البرلمان، بما في ذلك غياب زعيمهم. الوظائف الوهمية، هذا يكفي، هكذا صرح مانويل بومبارد من ممرات قصر بوربون، معلقًا على صور الشخصيتين القوميتين البارزتين في الميدان.
لم يكن هناك ما يعكر صفو تجوال الثنائي، الذي يرغب في إظهار اهتمامه بـ فرنسا العاملة المثقلة بالضرائب، على حد تعبير رئيس الحزب ذي الشعلة. إنها طريقة جيدة أيضًا للظهور بمظهر المنفصلين عن الألاعيب الحزبية وعما وصفته المرشحة الرئاسية مرتين في اليوم السابق بـ مهزلة. الحزب الاشتراكي وكذلك الجمهوريون سيفعلون كل شيء على الإطلاق...
تأتي هذه الزيارة في إطار استراتيجية "الحملة الدائمة" التي يتبناها التجمع الوطني، والتي تهدف إلى تعزيز التواصل المباشر مع الناخبين في المناطق الريفية والمدن الصغيرة، بعيدًا عن الأضواء الباريسية. يرى قادة الحزب أن هذه الجولات الميدانية ضرورية لفهم هموم المواطنين عن كثب، وتقديم أنفسهم كبديل سياسي يهتم بالطبقات العاملة والمتوسطة التي تشعر بالتهميش من قبل النخبة الحاكمة.
في معرض بوساي، استمعت لوبان وبارديلا إلى شكاوى المزارعين والمربين الذين يعانون من ارتفاع تكاليف الإنتاج، والضرائب الباهظة، والقيود التنظيمية المتزايدة التي تفرضها بروكسل وباريس. أكد الثنائي على ضرورة حماية الزراعة الفرنسية من المنافسة غير العادلة، ودعم المنتجات المحلية، وتخفيف الأعباء الضريبية والإدارية عن كاهل الفلاحين الذين يمثلون، في نظرهم، جوهر الهوية الفرنسية ورمزًا لـ"فرنسا العاملة" التي يدافعون عنها.
تعتبر هذه الزيارات فرصة للتجمع الوطني لترسيخ صورته كحزب قريب من الشعب، على النقيض من الأحزاب التقليدية التي غالبًا ما تُتهم بالانفصال عن الواقع المعيشي للمواطنين. من خلال التركيز على قضايا مثل القوة الشرائية والضرائب والهجرة، يسعى الحزب إلى بناء قاعدة دعم قوية ومتنوعة، تتجاوز قاعدته الانتخابية التقليدية.
في المقابل، لم تتردد أحزاب المعارضة الأخرى، وخاصة "فرنسا الأبية" بزعامة جان لوك ميلانشون، في انتقاد غياب نواب التجمع الوطني عن النقاشات البرلمانية الهامة. يرى هؤلاء المنتقدون أن واجب النائب هو تمثيل ناخبيه في الجمعية الوطنية والمشاركة الفعالة في صياغة القوانين، وليس الاكتفاء بالجولات الميدانية التي يعتبرونها مجرد استعراض سياسي. وقد أثار مانويل بومبارد، منسق "فرنسا الأبية"، مسألة "الوظائف الوهمية" في إشارة إلى أن نواب التجمع الوطني قد لا يؤدون مهامهم البرلمانية بالكامل.
على الرغم من هذه الانتقادات، يبدو أن مارين لوبان وجوردان بارديلا مصممان على مواصلة استراتيجيتهما، معتبرين أن التواصل المباشر مع المواطنين هو السبيل الأمثل لكسب ثقتهم وتحضير الأرضية للانتخابات القادمة. إنهم يراهنون على أن رسالتهم حول حماية الهوية الفرنسية، ودعم الاقتصاد المحلي، ومكافحة الهجرة غير الشرعية، ستلقى صدى واسعًا لدى شريحة كبيرة من الناخبين الذين يشعرون بالإحباط من السياسات الحكومية الحالية.

