لقاء تحليلي حول مشروع قانون المالية 2026: الممارسة المنفردة للسلطة الميزانية في تونس
جاري التحميل...

لقاء تحليلي حول مشروع قانون المالية 2026: الممارسة المنفردة للسلطة الميزانية في تونس
نظم المركز التونسي لاحترام الحريات وحقوق الإنسان (CRLDHT)، في إطار "لقاءات إيكو"، لقاءً تحليليًا لمشروع قانون المالية لعام 2026 (PLF2026) تحت شعار "قانون المالية 2026: الممارسة المنفردة للسلطة الميزانية"، وذلك يوم 26 نوفمبر 2026، الساعة السابعة مساءً، في المركز الدولي للمؤتمرات بباريس (21ter Rue Voltaire, 75011 Paris).
سيشهد اللقاء، الذي يديره كريم بلخيرية، مداخلات من علي كولي، وزير الاقتصاد والمالية الأسبق (2020-2021)، والخبير في قضايا الاقتصاد الكلي والديون والنظام المصرفي؛ ومحمد الطرابلسي، وزير الشؤون الاجتماعية الأسبق، والمتخصص في الحوار الاجتماعي والحماية الاجتماعية وسياسات التشغيل؛ والهادي كمون، ممثل جمعية "ألرت" (Alert)، والمهتم بقضايا الحوكمة الاقتصادية والمنافسة ومكافحة اقتصاد الريع.
يُنظم هذا اللقاء "في وقت تمر فيه تونس بواحدة من أخطر الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والمؤسسية في تاريخها الحديث"، و"في الوقت الذي تتراجع فيه الحقوق وتتفاقم فيه الفقر، فإن النقاش حول الميزانية ليس مجرد تمرين تقني: إنه قضية عدالة وكرامة وديمقراطية"، كما كتب المركز التونسي لاحترام الحريات وحقوق الإنسان في مذكرته التقديمية، والتي نورد أدناه أهم ما جاء فيها...
"تُبنى ميزانية 2026 في سياق من التوترات المالية المتفجرة: دين عام يبلغ 147.4 مليار دينار، أي 80.5% من الناتج المحلي الإجمالي، واحتياجات تمويل ضخمة تبلغ 27 مليار دينار، وعجز يقارب 11 مليار دينار تسعى الحكومة لتغطيته بالسحب المباشر من البنك المركزي، وإصدار الصكوك، وممارسة المزيد من الضغط على نظام مصرفي منهك بالفعل. هذا الخيار ليس محايدًا: إنه يرهن المستقبل، ويقوض الحقوق، ويضع البلاد في دوامة خطيرة من التبعية والضعف المؤسسي."
"يُقدم مشروع قانون المالية لعام 2026 كميزانية غامضة وغير متوازنة ومبنية خارج القواعد الديمقراطية. إنه يتجاوز آليات الرقابة المنصوص عليها في القانون الأساسي للميزانية، ويستنزف الموارد الحيوية للصحة والتعليم والحماية الاجتماعية، بينما يضخم الميزانيات الأمنية."
"بدلاً من الاستثمار في الرعاية الصحية والمعرفة والتوظيف أو الإدماج، تختار الدولة القوة والغموض والانكفاء. إن اختفاء النقاش العام، وتهميش البرلمان، وتراجع الشفافية المالية ليست حوادث عرضية: بل تعكس إرادة واضحة للحكم دون رقابة ودون مساءلة."
"في قطيعة تامة مع الالتزامات الدولية والدستورية لتونس، تمثل قرارات مشروع قانون المالية لعام 2026 تهديدًا مباشرًا للحقوق الاقتصادية والاجتماعية. يعد هذا المشروع الميزاني بالمزيد من عدم المساواة، وتفاقم انهيار الخدمات العامة، وتراجع التصنيع الذي يغذي البطالة الجماعية، والإقصاء الاجتماعي واليأس وهي تربة خصبة للانحرافات الاستبدادية والغضب الجماعي."
"في مواجهة هذا الوضع، يهدف هذا اللقاء إلى تفكيك مشروع قانون المالية لعام 2026، والكشف عن تداعياته السياسية والبشرية الضمنية، وبناء بدائل موثوقة مع المشاركين. لأن الميزانية ليست مجرد مسألة أرقام: إنها خيار مجتمعي. نحن ندافع عن ميزانية تقوم على العدالة الاجتماعية والشفافية والحماية الفعالة للحقوق الأساسية ميزانية في خدمة الشعب، وليست أداة لتعزيز السلطوية."
