غمرت المستشفيات في بيروت ومحيطها وأجزاء أخرى من لبنان بالإصابات (جيتي)

أصيب آلاف الأشخاص في لبنان وسوريا وقتل ما لا يقل عن ثمانية أشخاص في حصيلة أولية عندما انفجرت أجهزة استدعاء تابعة لعناصر من حزب الله وأفراد آخرين يوم الثلاثاء، في خرق أمني ضخم وغير مسبوق ألقي باللوم فيه على إسرائيل.

وتخوض الجماعة الشيعية المدعومة من إيران منذ ما يقرب من عام هجوما عبر الحدود مع القوات الإسرائيلية منذ بدء حربها على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

واتهم حزب الله إسرائيل بتنفيذ الهجوم الذي وقع يوم الثلاثاء، والذي يأتي في وقت يشهد تصاعد التوترات بين الجانبين مرة أخرى.

إذن، ما الذي نعرفه حتى الآن؟

ماذا حدث؟

وفي حوالي الساعة 3.30 بعد الظهر بالتوقيت المحلي (12.30 بعد الظهر بتوقيت جرينتش)، بدأت أجهزة الاستدعاء التي يحملها أفراد تابعون لحزب الله وغيرهم من المدنيين اللبنانيين في الانفجار.

وبدأت سيارات الإسعاف تتسارع لجمع الجرحى، كما غصت المستشفيات في الضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب لبنان ومنطقة البقاع، وكذلك في سوريا ــ حيث لا يزال لحزب الله وجود منذ بدء الحرب هناك ــ بدعوات التبرع بالدم.

وتظل أسباب الانفجارات غير معروفة، لكن الشائعات بدأت تنتشر كالنار في الهشيم.

وفي حين تكهن البعض بأن إسرائيل نجحت بطريقة ما في اختراق الأجهزة وتفجيرها، قال آخرون إن الانفجار ربما يكون ناجما عن جهاز أصغر حجما تم تركيبه في أجهزة النداء.

وتشير التقارير الأولية إلى أن البطاريات في أجهزة الاستدعاء انفجرت.

وقالت بعض المصادر إن أجهزة الاستدعاء هي الطراز الأحدث الذي جلبه حزب الله في الأشهر الأخيرة.

خسائر بشرية كبيرة

وأكدت وزارة الصحة اللبنانية إصابة 2800 شخص – “أكثر من 200 منهم في حالة حرجة” – ومقتل ثمانية أشخاص.

ومن بين القتلى ابنة أحد عناصر حزب الله البالغة من العمر 10 أعوام، والتي قتلت إثر انفجار جهاز النداء الذي كان بجوارها في قرية سرعين في قضاء بعلبك.

كما تأكد مقتل نجل النائب عن حزب الله علي عمار.

أكدت وسائل إعلام لبنانية رسمية إصابة السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني، لكن إصابته ليست خطيرة.

نفى مصدر رفيع المستوى في حزب الله أن يكون زعيم الحزب حسن نصر الله قد أصيب في الانفجار.

حزب الله يتوعد بمعاقبة إسرائيل

هزت حادثة غريبة لبنان والجماعة المسلحة القوية.

وفي بيان أولي، قال حزب الله إنه يجري تحقيقا للوقوف على أسباب الانفجارات.

ودعت المواطنين إلى الحذر من “الشائعات والمعلومات الكاذبة والمضللة” التي من شأنها أن تخدم “الحرب النفسية” التي يشنها “العدو الصهيوني”، في ظل التهديدات الإسرائيلية باجتياح جنوب لبنان.

وفي بيان ثانٍ، ألقت المجموعة اللوم صراحة على إسرائيل.

“وبعد التدقيق في كل الحقائق والمعطيات المحدثة والمعلومات المتوفرة حول الاعتداء الآثم الذي حصل بعد ظهر اليوم فإننا نحمل العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة، وسينالون بالتأكيد جزاءهم العادل جراء هذا العدوان الآثم”.

هل قالت إسرائيل شيئا؟

ولم تعلق الحكومة الإسرائيلية على الحادثة حتى الآن.

وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت ورؤساء أجهزة الأمن الآخرين اجتمعوا في مقر وزارة الدفاع في قاعدة عسكرية في تل أبيب لمناقشة التصعيد المحتمل مع حزب الله بعد حمام الدم الذي وقع يوم الثلاثاء.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن “قيادة الجبهة الداخلية” بالجيش حذرت أيضا السلطات المحلية من تصعيد محتمل، لكن لا يوجد “تغيير حالي” في المبادئ التوجيهية المدنية.

ولكن لا يزال من غير الواضح كيف ينوي حزب الله الرد، أو ما إذا كان سيفعل ذلك.

وفي نهاية يوليو/تموز، قتلت إسرائيل الرجل الثاني في الجماعة المسلحة المدعومة من إيران في غارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث أصيب المئات يوم الثلاثاء في انفجارات أجهزة النداء.

ورد حزب الله على هذا الاغتيال في أغسطس/آب.

المصدر