غياب الولايات المتحدة بقيادة ترامب عن مؤتمر COP30 في البرازيل يؤكد موقفه المتشكك بالمناخ

لم يكن الأمر مفاجئًا على الإطلاق، لكنه أصبح الآن رسميًا: الولايات المتحدة بقيادة دونالد ترامب ستغيب عن مؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30) في البرازيل. في بيان صدر يوم السبت الموافق 1 نوفمبر، أكد البيت الأبيض أن واشنطن لن ترسل ممثلين رفيعي المستوى إلى القمة المناخية السنوية الكبرى للأمم المتحدة التي تفتتح في 10 نوفمبر في بيليم.

وقد صرح البيت الأبيض في البيان بأن الرئيس يتواصل مباشرة مع قادة العالم بشأن قضايا الطاقة، كما يتضح من الاتفاقيات التجارية واتفاقيات السلام التاريخية التي تولي جميعها أهمية كبيرة للشراكات في مجال الطاقة.

في وقت سابق، كان دونالد ترامب قد قرر، فور عودته إلى السلطة في يناير، سحب الولايات المتحدة مرة أخرى من اتفاق باريس للمناخ، كما فعل بالفعل خلال ولايته الأولى. والسبب الوحيد الذي يجعل الأمريكيين لا يزالون جزءًا منه هو ضرورة احترام إشعار مدته عام واحد قبل الانسحاب الفعلي من الاتفاق. علاوة على ذلك، شهد مؤتمر COP23 في بون عام 2017، الذي جاء بعد هذا الانسحاب الأول، حضور وفد حكومي أمريكي صغير، وذلك بشكل أساسي للدفاع عن الوقود الأحفوري.

وقد يذهب الرئيس الجمهوري إلى أبعد من ذلك. فبعد أن مزق خطة عالمية تهدف إلى خفض انبعاثات الغازات الدفيئة مهددًا بالانتقام من الدول التي صدقت عليها، يخشى المدافعون عن المناخ أن يسحب الملياردير الولايات المتحدة من اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ. وبذلك، فإن هذه الخطوة ستمنع الإدارات الأمريكية المستقبلية المتوافقة مع حالة الطوارئ المناخية من إعادة الانضمام إلى اتفاق باريس.

بينما تتجاهل إدارة ترامب الحدث المناخي، سيتوجه أكثر من مائة مسؤول أمريكي محلي، من حكام ورؤساء بلديات ومسؤولين منتخبين آخرين، إلى المؤتمر. تقول جينا مكارثي، مستشارة المناخ للرئيس الأمريكي السابق جو بايدن والرئيسة المشاركة لتحالف أمريكا ملتزمة بالكامل (America Is All In)، الذي يضم هؤلاء المسؤولين المنتخبين الملتزمين بالقضية المناخية: نحن قادمون بقوة.

وأضافت: يتمتع المسؤولون المحليون بالقدرة على التصرف بمفردهم، والقيام بعمل مناخي على الصعيدين الوطني والدولي، وسنفي بالوعود التي قطعناها للشعب الأمريكي ولشركائنا الدوليين. في عام 2017، كان تحالف ما زلنا ملتزمين (We are still in) هو من حضر المؤتمر، لكنه لم يملأ الفراغ الذي خلفه الغياب الأمريكي.

أصر الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا على تنظيم المؤتمر السنوي الثلاثين للأمم المتحدة حول مفاوضات المناخ (10-21 نوفمبر) في الأمازون، أكبر غابة مطيرة في العالم، والتي تلعب دورًا رئيسيًا في مكافحة تغير المناخ وشهدت للتو انخفاضًا جديدًا في إزالة الغابات للعام الثاني على التوالي.

وقد دعا لولا إلى قمة لقادة العالم في بيليم قبل المؤتمر، والمقرر عقدها يومي 6 و 7 نوفمبر. وأكد أقل من ستين قائدًا حضورهم حتى الآن. ومن بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرز، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الكولومبي غوستافو بيترو. وستُمثل الصين بنائب رئيس وزرائها دينغ شيويه شيانغ.

في عام 2024، حضر حوالي 75 قائدًا مؤتمر COP29 في أذربيجان، وهو رقم أقل بالفعل من النسخة السابقة في دبي. ووفقًا للبرازيل، تم اعتماد 170 وفدًا لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ. وفي حساب حديث أُجري بناءً على السياسات العامة المقترحة من قبل مختلف دول العالم، خلصت الأمم المتحدة إلى أن الجهود ستمكن من خفض انبعاثات الكربون بنسبة 10% ولكنها لن تفي بالتزامات اتفاق باريس.