سفير تونس في لاهاي يؤكد دعم بلاده للمحكمة الجنائية الدولية ويدعو لمحاكمة المسؤولين عن جرائم غزة

أكد سفير تونس في لاهاي، سكندر دنقزلي، دعم تونس الثابت لعمل المحكمة الجنائية الدولية (CPI) في مكافحة الإفلات من العقاب فيما يتعلق بمرتكبي أخطر الجرائم على المستوى الدولي، وفي تحقيق العدالة للضحايا. جاء هذا التأكيد خلال مشاركته في الدورة الرابعة والعشرين لجمعية الدول الأطراف في نظام روما الأساسي، التي انعقدت في لاهاي من 1 إلى 6 ديسمبر، حيث شدد على أهمية الدور المحوري الذي تلعبه المحكمة في إرساء مبادئ القانون الدولي الإنساني وحماية حقوق الإنسان، وذلك على الرغم من التحديات المتزايدة التي تواجهها المحكمة في سعيها لتحقيق ولايتها العالمية.

وفي البيان الذي ألقاه دنقزلي باسم تونس في 2 ديسمبر الجاري، أشار إلى التعاون الوثيق الذي يربط بين السلطات التونسية المعنية والمحكمة، مؤكداً أن هذا التعاون يهدف إلى تمكين المحكمة من أداء مهامها على أكمل وجه وبفعالية تامة. وأوضح السفير أن تونس، بصفتها دولة طرف في نظام روما الأساسي، تلتزم بدعم المؤسسات الدولية التي تسعى لتعزيز السلم والأمن الدوليين من خلال تطبيق العدالة الجنائية، ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم التي تهز الضمير الإنساني. هذا الالتزام يعكس إيمان تونس الراسخ بضرورة سيادة القانون على الصعيدين الوطني والدولي، ورفضها المطلق لأي شكل من أشكال الإفلات من العقاب.

وبهذه المناسبة، حث دنقزلي المحكمة الجنائية الدولية على مواصلة وتكثيف جهودها لتقديم المسؤولين عن الكيان المحتل إلى العدالة، وذلك بخصوص جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبوها لأكثر من عامين في قطاع غزة. وأكد أن هذه الجرائم، التي تستهدف المدنيين وتدمر البنية التحتية، تتطلب استجابة دولية حازمة وفورية لضمان عدم تكرارها، ولإرسال رسالة واضحة بأن مرتكبي هذه الفظائع لن يفلتوا من العقاب. ودعا المجتمع الدولي إلى دعم المحكمة في هذا المسعى الحيوي، لضمان تحقيق العدالة للضحايا الذين عانوا ولا يزالون يعانون من ويلات الصراع.

تؤكد تونس من خلال موقفها هذا التزامها الثابت بالمبادئ الأساسية للقانون الدولي، وحرصها على دعم الجهود الرامية إلى تعزيز المساءلة والعدالة على الساحة الدولية. ويأتي هذا الموقف في سياق رؤية تونسية شاملة تدعو إلى عالم تسوده العدالة والسلام، حيث لا مكان للإفلات من العقاب، وحيث يتم احترام حقوق الإنسان وكرامة الشعوب في كل مكان.