ريتشارد لينكليتر يتحدث عن فيلمه
جاري التحميل...

ريتشارد لينكليتر يتحدث عن فيلمه
ما الذي دفع ريتشارد لينكليتر، أحد أبرز وجوه السينما المستقلة الأمريكية على مدى أربعين عامًا، ليأتي ويصور في فرنسا وباللغة الفرنسية نصًا وثائقيًا زائفًا عن الفيلم الشرارة للموجة الجديدة؟ رغبة ليست غريبة كما تبدو في التعمق في جذور سينماه الخاصة، التي تأثرت بشكل كبير بمخرجين مثل جان لوك غودار وإريك رومر، والتي اهتمت بشدة بحماس الشباب منذ فيلمي Slacker و Dazed and Confused. يتحدث لينكليتر لـ Libration عن الأسباب الكامنة وراء هذا المشروع الفريد، وكيف يرى العلاقة بين الماضي والحاضر في عمله الجديد.
Libration: فيلم الموجة الجديدة تدور أحداثه في الماضي، لكنه فيلم عن الزمن الحاضر. كيف توفق بين هذين البعدين؟
ريتشارد لينكليتر: نميل إلى النظر إلى الواقع، بمجرد أن يُرحّل إلى الماضي، بحس ثقيل جدًا من الجدية أردت أن أفعل العكس تمامًا. إنهم مجرد شباب يعيشون دون أن يعرفوا إلى أين يتجهون. كتبت ملاحظة للممثلين في البداية: انسوا احترامكم لغودار. إنه لا شيء. معظمكم لم يقرأ نقده. كان غيوم [ماربيك] يقول لي بين لقطتين، هذا الشيء كان يزعج تروفو لكن هذا تناقض زمني. هذا الفيلم يدور حول سنواتهم الجيدة، عندما كانوا أفضل الأصدقاء. دعونا نستفيد من حقيقة أن هذا التصوير كان موثقًا للغاية، من جميع الصور، ومن أوراق التصوير التي تحتوي على عدد اللقطات لكل مشهد، ومن كل هذه المعلومات المتاحة لنا. أردت أن أقدم هؤلاء الشباب كما كانوا حقًا، بعيدًا عن الهالة التي اكتسبوها لاحقًا. إنها محاولة لإعادة إحياء تلك اللحظات الخام، تلك الطاقة الأولية التي شكلت الموجة الجديدة، قبل أن تتحول إلى جزء من تاريخ السينما الرسمي.
Libration: الجمهور يسبق الشخصيات بخطوة. نحن نعرف من سيصبح أيقونة، ومن سيتلاشى في غياهب النسيان. كيف يؤثر هذا الوعي المسبق على تجربة المشاهدة؟
ريتشارد لينكليتر: هذا هو جوهر الفيلم. إنها لعبة مع الزمن والذاكرة. الجمهور يأتي بمعرفة مسبقة، وهذا يخلق طبقة إضافية من المعنى. عندما ترى هؤلاء الشباب يتفاعلون، يضحكون، يتجادلون، فإنك تراهم ليس فقط كشخصيات في لحظتهم، بل كأشخاص على وشك أن يصبحوا أساطير أو أن يختفوا. هذا التوتر بين ما يعرفه الجمهور وما لا تعرفه الشخصيات يضيف عمقًا دراميًا. إنه يذكرنا بأن كل لحظة في الحاضر تحمل في طياتها بذور المستقبل، وأن الأيقونات لم تولد أيقونات، بل كانت مجرد شباب يحاولون إيجاد طريقهم. هذا الوعي يجعلنا نفكر في طبيعة الشهرة، والعبقرية، وكيف يتم بناء السرديات التاريخية. إنها دعوة للتفكير في كيف ننظر إلى الماضي، ليس كشيء ثابت ومكتمل، بل كعملية مستمرة من التفسير وإعادة التفسير.
Libration: هل يمكن القول إن هذا الفيلم هو استكشاف لجذور إبداعك الخاص، بالنظر إلى تأثير غودار ورومر على أعمالك؟
ريتشارد لينكليتر: بالتأكيد. لا يمكنني إنكار التأثير الهائل للموجة الجديدة على طريقتي في صناعة الأفلام، خاصة في أفلامي المبكرة التي تناولت الشباب والتجول والتأمل في الحياة. غودار ورومر، وغيرهم، أظهروا لي أن السينما يمكن أن تكون أكثر من مجرد سرد قصصي تقليدي؛ يمكن أن تكون استكشافًا للفكر، للحظة، للعلاقات الإنسانية بطريقة غير تقليدية. هذا الفيلم هو بمثابة عودة إلى المنبع، محاولة لفهم تلك الشرارة الأولى التي ألهمت جيلاً كاملاً من صناع الأفلام، بمن فيهم أنا. إنه ليس مجرد تكريم، بل هو محاولة لفهم كيف تتشكل الأفكار، وكيف تنتقل من جيل إلى جيل، وكيف يمكن للماضي أن يظل حيًا وملهمًا في الحاضر. أردت أن أقدم رؤية حميمية لتلك الفترة، بعيدًا عن التبجيل الأكاديمي، لأظهر أن الإبداع غالبًا ما ينبع من الفوضى، من الصداقات، ومن الرغبة في كسر القواعد.
