رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه يدافع عن دور المجلس في الموازنة ويحذر من الهستيريا الضريبية
جاري التحميل...

رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه يدافع عن دور المجلس في الموازنة ويحذر من الهستيريا الضريبية
مقابلة حصرية - يدافع رئيس مجلس الشيوخ عن حزب الجمهوريين عن "سلاح دستوري" ويذكّر بأن "الاشتراكيين لا يصنعون بمفردهم موازنة فرنسا".
لو فيغارو. - من المقرر أن يصوت مجلس الشيوخ يوم الخميس على جزء "الإيرادات" من موازنة الدولة. ما هو المعنى الذي أردت إعطاءه لهذه النسخة؟
جيرار لارشيه. - فرنسا هي بالفعل الحائزة على الميدالية الذهبية في الاقتطاعات الإلزامية، وقد بلغ السخط الضريبي أبوابنا، وسيتعين على البلاد اقتراض 390 مليار يورو العام المقبل لتمويل عجزها. لذا، حان الوقت لخفض الإنفاق العام وليس لزيادة الأعباء الضريبية على الفرنسيين. في مواجهة الهستيريا الضريبية للجمعية الوطنية، حاولنا استعادة العقلانية من خلال الحفاظ على قدر من العدالة. لقد أردنا حماية النشاط الاقتصادي، على سبيل المثال، من خلال استبعاد الضريبة الإضافية على الشركات. كما حرصنا على ألا تؤثر الزيادات الضريبية على الطبقات المتواضعة من خلال فهرسة الشريحة الأولى من ضريبة الدخل. وفيما يتعلق بمسائل العدالة الضريبية، سعينا إلى تحقيق التوازن من خلال تحديد نطاق ضريبة الثروة وتضمين أنواع جديدة في الوعاء الضريبي.
إن دور مجلس الشيوخ، بصفته الغرفة العليا للبرلمان، هو تقديم رؤية طويلة الأمد ومتوازنة للمالية العامة. نحن لسنا هنا لاتباع التوجهات الشعبوية أو الاستجابة للضغوط قصيرة المدى، بل لضمان استدامة مالية الدولة وحماية القدرة الشرائية للمواطنين على المدى الطويل. إن المقترحات التي قدمناها تهدف إلى تحقيق هذا التوازن الدقيق بين الحاجة إلى تمويل الخدمات العامة وضرورة عدم خنق الاقتصاد أو إثقال كاهل الأسر الفرنسية بضرائب إضافية.
لقد أظهرت التجربة أن الاعتماد المفرط على زيادة الضرائب يؤدي إلى نتائج عكسية، حيث يثبط الاستثمار ويقلل من النشاط الاقتصادي، مما يؤثر في النهاية على الإيرادات الضريبية نفسها. لذلك، فإن الأولوية القصوى يجب أن تكون لضبط الإنفاق العام، الذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة. يجب على الحكومة أن تتبنى سياسات أكثر صرامة في إدارة الميزانية وأن تبحث عن سبل لترشيد النفقات بدلاً من اللجوء السهل إلى جيوب دافعي الضرائب.
وفي هذا السياق، فإن ما أسميه "السلاح الدستوري" هو قدرة مجلس الشيوخ على مراجعة مشاريع القوانين المالية بعمق وتقديم تعديلات جوهرية تعكس مصالح الأمة ككل، وليس فقط مصالح فئة معينة. نحن نؤمن بأن الموازنة يجب أن تكون أداة للنمو والعدالة، لا مجرد وسيلة لجمع الأموال. وإذا كانت الحكومة تجد صعوبة في تمرير موازنتها، فعلى سيباستيان ليكورنو، بصفته ممثلاً للحكومة، أن يفكر جدياً في استخدام المادة 49.3 من الدستور، إذا كان يعتقد أن لديه الدعم الكافي لمواجهة التحديات التي تفرضها هذه الموازنة.
إن التحديات الاقتصادية التي تواجه فرنسا تتطلب شجاعة سياسية ورؤية واضحة. لا يمكننا الاستمرار في تراكم الديون دون خطة واضحة للعودة إلى التوازن المالي. يجب أن نكون مسؤولين تجاه الأجيال القادمة وأن نترك لهم إرثاً مالياً مستقراً، وليس عبئاً ثقيلاً من الديون. وهذا يتطلب إصلاحات هيكلية حقيقية في طريقة إدارة الدولة لماليتها، بدءاً من مراجعة شاملة للإنفاق العام وتحديد الأولويات بوضوح.
نحن في مجلس الشيوخ ملتزمون بالعمل من أجل مصلحة فرنسا، وسنواصل الدفاع عن مبادئ الحكمة المالية والعدالة الضريبية. إن الموازنة ليست مجرد أرقام، بل هي انعكاس للخيارات السياسية والاقتصادية التي تحدد مستقبل بلادنا. ولهذا السبب، فإننا نأخذ دورنا على محمل الجد في هذه العملية الدستورية الحيوية.

