رئيس تايوان يعلن عن خطة لتعزيز الدفاع العسكري بـ 40 مليار دولار لمواجهة تهديدات الصين

أعلن الرئيس التايواني لاي تشينغ-تي، يوم الأربعاء الموافق 26 نوفمبر، عن سعيه لتحقيق "مستوى عالٍ من الاستعداد" للجيش بحلول عام 2027 في مواجهة تهديدات الغزو الصيني، مقترحًا إنفاقًا إضافيًا على دفاع الجزيرة.

تطالب بكين بالسيادة على تايوان ولا تستبعد الخيار العسكري للاستيلاء عليها، وتخضعها لضغط عسكري واقتصادي ودبلوماسي شديد. ويوم الاثنين الماضي، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ عبر الهاتف لدونالد ترامب أن انتقال تايوان تحت راية الصين الشيوعية يمثل قضية دولية كبرى، وفقًا لوسائل إعلام صينية رسمية.

في هذا السياق، أعلن لاي تشينغ-تي في مقالة رأي نشرتها صحيفة واشنطن بوست يوم الثلاثاء أن حكومته ستقترح 40 مليار دولار من الإنفاق الدفاعي الإضافي على مدى عدة سنوات، وستسعى "لتعزيز الردع عن طريق إضافة تكاليف وشكوك أعلى لعملية اتخاذ قرار بكين بشأن استخدام القوة".

"الهدف هو الوصول إلى مستوى عالٍ من الاستعداد للقوات القتالية المشتركة لردع تهديدات الصين بفعالية بحلول عام 2027"، صرح بذلك لاحقًا خلال مؤتمر صحفي في تايبيه.

وكان لاي تشينغ-تي، زعيم الحزب الديمقراطي التقدمي، قد أشار سابقًا إلى خطط لزيادة الإنفاق الدفاعي إلى أكثر من 3% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2026، وإلى 5% بحلول عام 2030، استجابة لضغوط الولايات المتحدة في هذا الصدد، والتي تظل أقوى داعم له ومورده الرئيسي للأسلحة.

ومن المتوقع أن يمتد مخطط الإنفاق الذي كُشف عنه في واشنطن بوست على مدى عدة سنوات، وسيتجاوز الخطة التي سبق أن كشف عنها مسؤول في الحزب الرئاسي لوكالة فرانس برس، والتي كانت تتوقع ميزانية تعادل 32 مليار دولار. وأضاف لاي تشينغ-تي في واشنطن بوست: "هذه الحزمة الكبيرة لن تمول فقط عمليات شراء أسلحة جديدة بشكل كبير من الولايات المتحدة، بل ستحسن أيضًا قدرات تايوان بشكل كبير".

وأكد كذلك أن هذه الزيادة المحتملة في الإنفاق لا ترتبط بالمفاوضات الجارية مع واشنطن بشأن الرسوم الجمركية. وتأتي تصريحاته بعد فترة وجيزة من الموافقة على أول صفقة بيع أمريكية لمعدات عسكرية لتايوان منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. ويبلغ قيمة العقد، الذي وافقت عليه واشنطن في منتصف نوفمبر، 330 مليون دولار.

ووفقًا للاي تشينغ-تي، يهدف مشروع الميزانية هذا أيضًا إلى تسريع تطوير نظام "تي-دوم" (T-Dome)، وهو نظام دفاع جوي متعدد، وذلك "للاقتراب من رؤية تايوان الحصينة، المحمية بالابتكار والتكنولوجيا". وأضاف الزعيم: "رسالتي هنا واضحة. التزام تايوان بالسلام والاستقرار لا يتزعزع."

ومع ذلك، قد يكون من الصعب على حكومته الحصول على موافقة البرلمان، حيث يسيطر حزب الكومينتانغ المعارض، الذي يرغب في التقارب مع بكين، على الشؤون المالية بالتعاون مع حليفه حزب الشعب التايواني. وقد عارضت رئيسة الكومينتانغ المنتخبة حديثًا، تشنغ لي-وون، بالفعل خطط الإنفاق الدفاعي لمعسكر لاي، مؤكدة أن تايوان "لا تملك كل هذا القدر من المال".

حثت الولايات المتحدة، يوم الأربعاء، التشكيلات السياسية التايوانية على "إيجاد أرضية مشتركة" لتعزيز دفاع الجزيرة. وصرح ريموند غرين، مدير المعهد الأمريكي في تايوان، الذي يعد السفارة الفعلية للولايات المتحدة هناك، قائلاً: "سواء كانت أولويتكم هي الحفاظ على الديمقراطية التايوانية، أو تهيئة الظروف للحوار عبر المضيق [مضيق تايوان]، أو الحفاظ على الدعم القادم من المجتمع الدولي، فإن زيادة القدرات الدفاعية لتايوان هي شرط أساسي".

وتأتي تصريحات الرئيس لاي أيضًا في سياق توتر شديد بين طوكيو وبكين بشأن تايوان. وقد صرحت رئيسة الوزراء اليابانية، سانا تاتشي، مؤخرًا بأن العمليات المسلحة ضد الجزيرة قد تبرر تدخلًا عسكريًا من جانب بلادها. واعتبرت الصين ذلك استفزازًا.