21 نوفمبر 2025 في 07:11 ص
news.tn
أخبار.تن - شعار الموقع
عاجل

ذكريات شجرة التوت ووصايا الآباء: رحلة بين المغامرة وبر الوالدين

Admin User
نُشر في: 21 نوفمبر 2025 في 05:00 ص
3 مشاهدة
3 min دقائق قراءة
المصدر: Al-Masry Al-Youm
0 إعجاب
0 حفظ
0 مشاركة
مشاركة على:

جاري التحميل...

ذكريات شجرة التوت ووصايا الآباء: رحلة بين المغامرة وبر الوالدين

ذكريات شجرة التوت ووصايا الآباء: رحلة بين المغامرة وبر الوالدين

شجرة التوت

كان ينظر إلى أخيه الأكبر وأصدقائه وهم يعتلون شجرة التوت الوارفة بأوراقها في حديقة المنزل، يأكلون من ثمارها. تساءل بينه وبين نفسه: لماذا لا أتسلق هذه الشجرة وأكون في أعلى نقطة منها مثلهم؟ لآكل من ثمر التوت مباشرة من الأغصان، دون أن أنتظر أن يهزوا الأغصان فتتساقط عليه الثمار حلوة المذاق. كان يغضب عندما تخرج الثمار بعيدًا عن الحصيرة المفروشة أسفل الشجرة، وتغوص في التراب فيضطر لغسلها.

أحيانًا كان يتركهم ويذهب إلى الشجرة القصيرة ذات القطوف الدانية ليأكل منها، لكن حب التحدي وروح المغامرة والمخاطرة دفعاه للتفكير في كيفية تسلق الشجرة. دلف إلى المنزل وأحضر كرسيًا خشبيًا لمساعدته في التسلق. نجح في الوصول إلى أقرب غصن، وإن كان فقير الثمار، لكنه شعر بالسعادة والنشوة وهم ينظرون إليه ويبتسمون، محذرين إياه من التسلق إلى أعلى حتى لا يختل توازنه ويسقط أرضًا.

كان غير واثق ومترددًا ولم يتمادَ في البداية، لكن التحدي كان يختلجه، والأدرينالين يتدفق في عروقه، فتشجع وأخذ يصعد إلى أعلى غير عابئ. وصل إلى الأغصان الغنية بالثمار، يتلذذ بالتهامها. وأثناء النظر إلى الأسفل، وجد أنه ابتعد عن الأرض كثيرًا. أخذته الرهبة فاستعان بأخيه الذي أخذ يطمئنه ويشجعه على التراجع ببطء حتى لا يسقط أرضًا من هذا الارتفاع، خاصة أن أخاه هو المسؤول عن سلامته أمام الوالدين. أحس شقيقه بالخطورة، فنزل مسرعًا من أعلى الشجرة، وأمسك بأطراف قدميه يضعها على نتوءات الشجرة، مستخدمًا الأفرع القصيرة بخبرته كسلم للصعود والهبوط. أخذ يربت على كتفيه يهدئه حتى لا يزداد صراخه ويسمعه الأب. اقتربا بسلام من جذع الشجرة، وكانت المفاجأة في انتظارهما: الأب يتلقف الشقيق الأصغر بيد، وباليد الأخرى يمسك بغصن العقاب يهوي به على أخيه، وبكلمات العتاب: كيف سمحت له بصعود الشجرة؟ فأغصان الشجر لها فوائد عدة: تثمر، نعلق بها أحبال الأراجيح، نصطلي بجذورها، وتستخدم أيضًا في العقاب.

محمود رأفت

mraaft2015@gmail.com

أسعدوهم قبل أن تفقدوهم

بين لقمة العيش وضغوط الحياة، يخوض الآباء حروبًا من أجل الأبناء، لا يعلمها إلا الله. يتحملون كل عسير وصعب ليجعلوا لهم الطريق يسيرًا وسهلًا. يخوضون وعثاء الطريق ليمهدوا لهم حياة كريمة، ويحرمون أنفسهم من كل لذيذ ليمنحوه لهم. أبناؤنا وبناتنا، أهمس لكم بهمساتٍ من قلب كل أب وأم، وأناشدكم بدافع الحب، ليكون نبراسًا لكم في حياتكم. هي تجارب وخواطر دارت وسارت في أرواحنا وعقولنا. استقامتكم وصلاحكم ونجاحكم في دروب الحياة، هي السبيل لترسموا البسمة على وجوه آبائكم وأمهاتكم. كونوا بخير من أجل من لا يطيق رؤية الحزن في أعينكم. تخيروا الرفيق والطريق الذي يعينكم وينير دربكم، وعوضوهم عن تعبهم وقلقهم عليكم وجهد وشقاء وعناء السنين التي أمضوها في رعايتكم. يا فلذات أكبادنا، أسعدوهم قبل أن تفقدوهم. ثمة طرق كثيرة لبر الوالدين تأخذكم إلى الجنان، فلا تحصروها بقبلة قد يعقبها الكثير من التقصير. بل، أن تعلموا ما يسرهما فتبادروا إلى فعله، وتدركوا ما يؤلمهما ويوجعهما، فتجتهدوا ألا يرونه منكم أبدًا. جاهدوا هواكم وأنفسكم حتى تسعدوهما، فمن غيرهما أحق بذلك؟ اعلموا أبنائي وبناتي أن أكثر ما يؤلمهما تعثركم في رحلة الحياة، أو أن تضل خطاكم الطريق، فاسعوا جاهدين وكونوا مصدر فخر لهما، وانعموا برضاهما حتى تنعموا برضى رب العالمين.

شعبان محمد سكر - مقيم بالمملكة العربية السعودية

shabansokkar145@gmail.com

طبيعة الخبر: محايد
هذا الخبر يقدم معلومات محايدة

الكلمات المفتاحية(2)

التعليقات

News.tn يقدم مجموعة من الأخبار المستقاة من مجموعة واسعة من المصادر الإخبارية غير العربية. يجب التنويه أن المحتوى المقدم لا يعكس بالضرورة معتقداتنا وأفكارنا كمالكي الموقع. ما هو تقييمك للمعلومات المقدمة في المقال؟

مقالات ذات صلة