دول عربية وإسلامية تحذر من خطة إسرائيلية لفتح معبر رفح باتجاه واحد وتهجير الفلسطينيين
جاري التحميل...

دول عربية وإسلامية تحذر من خطة إسرائيلية لفتح معبر رفح باتجاه واحد وتهجير الفلسطينيين
أثارت مصر وقطر، الوسيطتان في غزة، وست دول أخرى ذات أغلبية مسلمة، قلقًا بشأن خطة إسرائيل المعلنة لفتح معبر رفح الحدودي باتجاه واحد، مما سيسمح للفلسطينيين بمغادرة أراضيهم، ولكن ليس العودة إليها، ويمنع دخول المساعدات الإنسانية الحيوية.
يأتي تحذيرهم في الوقت الذي تستمر فيه حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة بلا هوادة، مع تسجيل حوالي 600 انتهاك لوقف إطلاق النار في الأسابيع السبعة الماضية، وتقارير تفيد بمقتل شخصين في الجولة الأخيرة من الهجمات يوم السبت في بلدة بيت لاهيا الشمالية.
أصدر وزراء خارجية مصر وإندونيسيا والأردن وباكستان وقطر والمملكة العربية السعودية وتركيا والإمارات العربية المتحدة بيانًا مشتركًا يوم الجمعة أعربوا فيه عن "قلق عميق" بشأن إعلان عسكري إسرائيلي حديث بأن "معبر رفح سيفتح في الأيام المقبلة حصريًا لخروج سكان قطاع غزة إلى مصر".
الإعلان، الذي ينتهك الالتزامات الإسرائيلية بموجب المرحلة الأولى من خطة سلام تقودها الولايات المتحدة، صدر يوم الأربعاء عن وحدة عسكرية إسرائيلية تسمى منسق الأنشطة الحكومية في الأراضي (COGAT)، مشيرًا إلى أن العبور باتجاه واحد سيُسمح به بموافقة أمنية إسرائيلية بالتنسيق مع مصر.
ومع ذلك، انتقدت مصر والدول الموقعة معها الخطة بشدة، معربة عن "رفضها التام لأي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه" ومشددة على ضرورة امتثال إسرائيل الكامل لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المكونة من 20 نقطة، والتي تدعو إلى فتح معبر رفح في كلا الاتجاهين لضمان حرية الحركة ودخول المساعدات.
Eight Arab and Islamic countries issued a joint statement expressing their deep concern over Israeli statements about opening the Rafah crossing in one direction, allowing Gaza residents to leave for Egypt#MOFAQatar pic.twitter.com/sW3Gg7rd09
Ministry of Foreign Affairs - Qatar (@MofaQatar_EN) December 5, 2025
ظل معبر رفح مغلقًا في معظم فترات الحرب، مما فاقم الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر. هذا الإغلاق المستمر يعيق بشكل كبير جهود الإغاثة الدولية ويمنع آلاف الفلسطينيين من الحصول على الرعاية الطبية الضرورية أو لم شملهم مع عائلاتهم.
منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر بموجب خطة ترامب، ماطلت السلطات الإسرائيلية في إعادة فتحه للسماح بدخول المساعدات التي تشتد الحاجة إليها وخروج الأشخاص الذين يحتاجون إلى علاج طبي، مستشهدة بفشل حماس في إعادة جثث جميع الأسرى والحاجة إلى التنسيق مع مصر. لم يتبق سوى جثة أسير واحد في غزة، وقد تعرقل استعادتها بسبب الدمار الواسع النطاق للقطاع تحت القصف الإسرائيلي المستمر، مما يجعل الوصول إلى المناطق المتضررة أمرًا بالغ الصعوبة.
قال الوزراء إنهم يقدرون جهود ترامب للسلام، التي تتوقع تشكيل حكومة فلسطينية تكنوقراطية مدعومة بقوة استقرار متعددة الجنسيات تحت إشراف "مجلس سلام" دولي، مؤكدين على ضرورة المضي قدمًا في خطته "دون تأخير أو عرقلة" لضمان تحقيق الاستقرار في المنطقة.
وحثوا على تهيئة الظروف التي تسمح للسلطة الفلسطينية "باستئناف مسؤولياتها في غزة"، داعين إلى "سلام مستدام" من شأنه أن يمكّن من تطبيق حل الدولتين، مع "دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967، بما في ذلك غزة والضفة الغربية، وعاصمتها القدس الشرقية". هذا الحل يعتبره المجتمع الدولي السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم وعادل في المنطقة.
برزت غزة بشكل كبير في منتدى الدوحة يوم السبت، وهو مؤتمر دبلوماسي سنوي يعقد في قطر، حيث قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن وقف إطلاق النار الذي استمر شهرين يمر "بلحظة حرجة" تتطلب تدخلًا دوليًا عاجلًا.
وأضاف: "لا يمكننا اعتباره وقف إطلاق نار بعد. لا يمكن إتمام وقف إطلاق النار إلا بانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية، وعودة الاستقرار إلى غزة". وشدد على أن أي حل مستدام يجب أن يضمن أمن وكرامة الشعب الفلسطيني.
وفي حديثه أيضًا في المؤتمر، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن المفاوضات بشأن قوة الاستقرار الدولية في غزة (ISF) لا تزال مستمرة، بما في ذلك ولايتها وقواعد الاشتباك، وأن هدفها الرئيسي يجب أن يكون فصل الإسرائيليين والفلسطينيين على طول الحدود، مما يمهد الطريق لحل سياسي شامل.
