جامعة منوبة وسابينزا تطلقان دورة حول التراث الثقافي والسياحة المستدامة ضمن برنامج
جاري التحميل...

جامعة منوبة وسابينزا تطلقان دورة حول التراث الثقافي والسياحة المستدامة ضمن برنامج
افتتحت جامعة منوبة التونسية وجامعة سابينزا في روما الإيطالية دورة تدريبية متخصصة حول التراث الثقافي والسياحة المستدامة، وذلك في إطار برنامج "شارك أفريقيا" الطموح. هذا البرنامج، الذي تروج له مؤسسة التعليم العالي الإيطالي مع أفريقيا (IHEA)، يكرس جهوده لتعزيز مشاريع التعليم العالي العابرة للحدود في القارة الأفريقية ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، بهدف بناء جسور المعرفة والتعاون الأكاديمي وتبادل الخبرات بين ضفتي المتوسط.
وقد أكدت السفارة الإيطالية في تونس، في إعلانها عن هذا الحدث الهام عبر شبكاتها الاجتماعية، على "أوجه التآزر المتزايدة القوة بين جامعاتنا، والتي تعد فاعلاً رئيسياً في الشراكة الإيطالية التونسية". هذا التعاون يعكس التزام البلدين بتعزيز الروابط الثقافية والأكاديمية، ويسلط الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه المؤسسات التعليمية في بناء مستقبل مشترك ومستدام، قائم على الاحترام المتبادل والتبادل الثقافي.
تركز هذه الدورة، التي انطلقت رسمياً في 15 سبتمبر 2025، على قطاعين حيويين ومترابطين بشكل وثيق: الأول هو تثمين التراث التاريخي والفني والأثري الغني الذي تزخر به تونس، والذي يمثل كنزاً حضارياً يستحق الحماية والترويج على الصعيدين الوطني والدولي. أما الثاني فهو تطوير نماذج سياحية مسؤولة ومستدامة، تضمن الحفاظ على البيئة والمجتمعات المحلية، وتساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية دون المساس بالموارد الطبيعية والثقافية للأجيال القادمة. الهدف المزدوج للدورة هو تعزيز البحث العلمي المشترك والتعاون التقني بين المؤسسات الأكاديمية والجهات الفاعلة في القطاع، بالإضافة إلى تدريب جيل جديد من المهنيين الشباب القادرين على الجمع بين حماية التراث الثقافي الغني لتونس وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام، مما يضمن استمرارية هذه الثروات للأجيال القادمة.
في هذا السياق، يعمل برنامج "شارك أفريقيا" كمنصة حيوية للتبادل المعرفي ونقل الخبرات بين الجامعات والمؤسسات الثقافية والمهنيين في القطاع. إنه يوفر بيئة مثالية لتبادل أفضل الممارسات والابتكارات في مجالات إدارة التراث والسياحة المستدامة، مما يعزز القدرات المحلية ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون الإقليمي والدولي في مواجهة التحديات المشتركة التي تواجه التراث العالمي.
من خلال مجموعة متنوعة من الندوات المتخصصة وورش العمل التفاعلية والوحدات التعليمية المشتركة، سيتسنى للطلاب التونسيين والإيطاليين التفاعل بشكل مباشر مع خبراء دوليين مرموقين في مجالات التراث والسياحة. سيكتسبون مهارات عملية ومعرفية متقدمة تمكنهم من مواجهة التحديات العالمية المعقدة المتعلقة بالإدارة المستدامة للتراث الثقافي، بما في ذلك التغيرات المناخية، والتوسع العمراني، والحاجة إلى دمج التكنولوجيا الحديثة في عمليات الحفظ والترويج. تهدف الدورة إلى تزويدهم بالأدوات اللازمة لتطوير حلول مبتكرة ومستدامة تخدم المجتمعات المحلية وتساهم في الحفاظ على الهوية الثقافية، مع تعزيز الوعي بأهمية التراث كرافد للتنمية.
يُتوقع أن يكون لهذه الدورة تأثير إيجابي كبير على قطاعي التراث والسياحة في تونس، من خلال رفد السوق بكفاءات شابة مدربة ومؤهلة تأهيلاً عالياً. كما أنها تعزز مكانة تونس كوجهة ثقافية وسياحية رائدة، وتؤكد على أهمية التعاون الدولي في حماية كنوز الإنسانية المشتركة وتطوير سبل استغلالها بشكل مسؤول ومستدام للأجيال القادمة، مما يساهم في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في المنطقة.