18 نوفمبر 2025 في 10:33 م
news.tn
أخبار.تن - شعار الموقع
عاجل

تونس: معركة طويلة الأمد ضد اقتصاد الريع واحتكار الموارد العامة لتعزيز النمو الشامل

Admin User
نُشر في: 18 نوفمبر 2025 في 07:00 م
3 مشاهدة
3 min دقائق قراءة
المصدر: Lapresse.tn
0 إعجاب
0 حفظ
0 مشاركة
مشاركة على:

جاري التحميل...

تونس: معركة طويلة الأمد ضد اقتصاد الريع واحتكار الموارد العامة لتعزيز النمو الشامل

تونس: معركة طويلة الأمد ضد اقتصاد الريع واحتكار الموارد العامة لتعزيز النمو الشامل

إن مكافحة اقتصاد الريع ووضع حد لتحويل الموارد العامة يتطلبان رؤية شاملة وعملاً طويل الأمد. إنها مهمة لن تكون سهلة على الإطلاق، بل ستواجه جبهة مقاومة من جميع الذين يرغبون في حماية مكتسباتهم.

الصحافة تُعد العلاقة بين الريع والنمو الاقتصادي في تونس موضوعًا ذا أهمية بالغة. فعلى الرغم من إمكاناتها والإصلاحات المتتالية التي شهدتها، لا يزال الاقتصاد الوطني يتسم بوجود قوي لهياكل ريعية واحتكارات مؤثرة، مما يعيق التنافسية والابتكار واندماج الشركات في سوق غالبًا ما تستولي عليه مجموعات تستفيد من لوائح تنظيمية مواتية.

يعتمد اقتصاد الريع بشكل أساسي على استغلال الموارد الطبيعية، أو الامتيازات التنظيمية، أو وضع مهيمن في السوق، بدلاً من إنتاج القيمة المضافة من خلال الابتكار والتنافسية.

منذ عدة عقود، أثرت هيمنة اقتصاد الريع بشكل كبير على تنمية البلاد. ويوضح المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية (ITES)، في دراسة نشرها مؤخرًا حول مكافحة اقتصاد الريع، أن هذه الهيمنة تتجلى في استيلاء مجموعات على الثروات مستفيدة من امتيازات مرتبطة بالاحتكارات، وتراخيص الاستيراد، والإعانات الموجهة، والقروض بأسعار فائدة تفضيلية، أو حتى الحواجز الإدارية المعقدة.

تعرقل هذه الآليات المنافسة، وتحد من الاستثمار المنتج، وتعيق الابتكار، وتخلق تشوهات في السوق، وتغذي التفاوتات الاجتماعية.

ديناميكية ريادية محدودة

وفقًا للمؤشرات التي ذكرها المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية (ITES)، يعمل أكثر من 50% من الاقتصاد في قطاعات حيث تحد قيود قوية من الدخول التنافسي: احتكارات، أطر تنظيمية ثقيلة ومعقدة، وتصاريح مسبقة متعددة. ويشير المعهد إلى أن هذا التداخل في التدخلات العامة أدى إلى نموذج اقتصادي مغلق، قليل التنافسية، حيث تحتفظ الدولة بسيطرة قوية عبر الشركات العامة والتدخلات المباشرة.

ووفقًا للمصدر ذاته، فإن عمل الاقتصاد التونسي الذي يهيمن عليه الريع يحد من الحافز على الابتكار والاستثمار المنتج. ويكشف المعهد أن الشركات المحمية بالاحتكارات أو الممارسات المناهضة للمنافسة تفضل الريع على تحسين المنتجات أو العمليات أو الخدمات.

ويضيف أن الحفاظ على الريع يقلل بشدة من الديناميكية الريادية، مما يعيق إنشاء شركات جديدة وتنافسية. كما أن الوصول إلى التمويل تمييزي؛ فالشركات المرتبطة بشبكات تحظى بالأفضلية للاستفادة من القروض بأسعار فائدة ميسرة، بينما تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة عقبات كبيرة.

يتم حشد الاستثمارات، في الواقع، في أنشطة قليلة الإنتاجية أو كثيفة العمالة غير الماهرة، مما يحد من مكاسب الإنتاجية على المدى الطويل. وركزت الدراسة أيضًا على الإطار التنظيمي المعقد، مع إجراءات طويلة وغير مؤكدة، مما يقلل من مسؤولية الفاعلين الاقتصاديين ويعيق اتخاذ المبادرة.

دعم الاستثمار الشامل

تقترح الدراسة إجراءات رئيسية تهدف إلى تبسيط وتوحيد الإطار التنظيمي للاستثمارات لتقليل الحواجز الإدارية، خاصة في المناطق والقطاعات المبتكرة. كما يتعلق الأمر بإعادة توجيه المساعدات والإعانات نحو القطاعات ذات الإمكانات التكنولوجية والابتكارية العالية، وكذلك نحو الشركات الصغيرة والمتوسطة المحلية، وتشجيع حشد الفاعلين المحليين (الجماعات المحلية، غرف التجارة) لدعم الاستثمار الشامل، وإنشاء نافذة موحدة لجميع الإجراءات، مما يسرع من إنشاء الشركات وإصدار التراخيص.

يوصي المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية (ITES)، أيضًا، بسلسلة من الإجراءات بهدف تعزيز المنافسة، وتحسين الحوكمة الاقتصادية، وحماية الطبقة الوسطى، وتحفيز الابتكار، وتشجيع النمو المستدام والشامل. ومن بين هذه الإجراءات، تعزيز منافسة حقيقية ونظيفة، من خلال تقوية استقلالية مجلس المنافسة، ومراجعة اللوائح القطاعية لإزالة الحماية المفرطة لمجموعات المصالح، وحظر أي استثناء قانوني لقوانين مكافحة الاحتكار بشكل رسمي...

طبيعة الخبر: محايد
هذا الخبر يقدم معلومات محايدة

الكلمات المفتاحية(2)

التعليقات

News.tn يقدم مجموعة من الأخبار المستقاة من مجموعة واسعة من المصادر الإخبارية غير العربية. يجب التنويه أن المحتوى المقدم لا يعكس بالضرورة معتقداتنا وأفكارنا كمالكي الموقع. ما هو تقييمك للمعلومات المقدمة في المقال؟

مقالات ذات صلة