تقرير فيتش سوليوشنز يكشف تدهور القدرة الشرائية للتونسيين وارتفاع البطالة والفقر منذ 2019
جاري التحميل...

تقرير فيتش سوليوشنز يكشف تدهور القدرة الشرائية للتونسيين وارتفاع البطالة والفقر منذ 2019
خسارة فادحة في الوقت والجهد على مدى 6 سنوات. هذا ما تؤكده "فيتش سوليوشنز"، بالأدلة، في أحدث تقرير لها بعنوان "استهلاك ودخل الأسر التونسية" الصادر في 22 أكتوبر 2025. الشجرة تُعرف من ثمارها...
مختار العماري *

تعلن الوكالة اللندنية أن متوسط القدرة الشرائية للتونسيين والتونسيات قد تراجع بشكل كبير منذ عام 2019، على الرغم من جميع الإعلانات والوعود الحكومية التي سعت لتركيز سياساتها على الجانب الاجتماعي ورفاهية الفئات المهمشة، والطبقات التي توصف بالمحرومة، والتي غالباً ما تكون أمية وتعيش على الثقة العمياء.
ماذا تقول الأرقام؟
في تقريرها المكون من 44 صفحة (المخصص للمشتركين والمنشور باللغة الإنجليزية فقط)، تم استخدام عام 2019، وهو عام انتخاب قيس سعيد، كسنة مرجعية. ليس صدفة في التوقيت، بل كل شيء محسوب وموزون بدقة متناهية. وهذا يسمح بتقديم عدة مؤشرات أداء حول تأثيرات سياسات الحكومات الست التي تشكلت، والتي حكمت تونس جميعها، تحت التوجيهات الإرشادية لرئيس منتخب في عام 2019 وأعيد انتخابه في عام 2024.
نلخص هذا التقرير في 5 نقاط متكاملة.
1- القدرة الشرائية. مقارنة بعام 2019، انخفضت القدرة الشرائية الحقيقية في عام 2025 (باستثناء التضخم) بنسبة 11.1% مقارنة بعام 2019. تشكك فيتش في واقعية الوعود الرئاسية المتعلقة بتطبيق سياسات عامة تركز على الجانب الاجتماعي والفئات الضعيفة.
والأسوأ من ذلك، تتوقع فيتش أنه إذا لم يتغير شيء قبل نهاية الولاية الثانية للرئيس سعيد في عام 2028، فإن تونس لن تستعيد متوسط القدرة الشرائية الحقيقية الذي كان عليه قبل 6 سنوات (باعتبار 2019 هي سنة الأساس 100). وهو استنتاج يدعو إلى اتخاذ إجراءات ملموسة وعاجلة على هذا الصعيد.
2- الاستهلاك مقابل النمو. ملاحظة رئيسية أخرى يقدمها هذا التقرير تتعلق بخلل اقتصادي هيكلي: متوسط معدل النمو السنوي الإجمالي للناتج المحلي الإجمالي ينمو بنحو 2%، بينما ينمو معدل استهلاك الأسر سنوياً بنسبة 3.8%.
وهذا يعني أن البلاد تعيش فوق إمكانياتها. وفي النهاية، فإن الميل المتوسط للاستهلاك (بالنسبة للدخل) يتطور بشكل أسرع وأقوى من الميل المتوسط للادخار.
3- البطالة. مستويات البطالة، بعد 6 سنوات من الانتخابات الرئاسية لعام 2019، أعلى مما كانت عليه قبل عام 2019. وهذا استنتاج آخر لا يقبل الجدل بشأن ادعاءات السياسات العامة بوضع الجانب الاجتماعي في صميم اهتماماتها.
هذه الملاحظة تكشف الكثير عن غياب الرؤية الاستراتيجية في العمليات الميزانية، وضعف الحوافز الضريبية لإنشاء الشركات وتوفير فرص العمل. ومن الواضح أن مشروع الشركات الأهلية الذي دعا إليه الرئيس سعيد غير مناسب، أو أنه سيء التصميم والتفكير منذ بدء العمل به في عام 2021.
4- النفقات غير الأساسية. يصف تقرير فيتش هيكل إنفاق الأسر التونسية، ويتوصل إلى نتائج مختلفة عن تلك التي يقدمها المعهد الوطني للإحصاء. ويتبين أن النفقات غير الأساسية (التبغ، الكحول، المطاعم، والإنترنت) تقترب مجتمعة من 9% من إجمالي نفقات الأسر.
على سبيل المقارنة، تقدر فيتش أن نفقات الأسر على التعليم لا تتجاوز 1.2% من إجمالي النفقات. وفيما يتعلق بنفقات الأسر، يستهلك التدخين 4.9 مليار دينار تونسي في عام 2025. وينمو هذا البند من النفقات بنسبة 11% سنوياً.
بند إنفاق غير نمطي: الأحذية. تجد فيتش أن نفقات الفرد على الأحذية مرتفعة جداً، حيث تبلغ 463 ديناراً سنوياً. ووفقاً لهذا التقدير، فإن عائلة مكونة من 4 أفراد ستنفق ما يقرب من 2000 دينار سنوياً على الأحذية. وهذا أمر يستدعي التفكير، خاصة عند معرفة الأولويات والاحتياجات الملحة الأخرى.
5- الفقر. وصف مؤلفو التقرير أيضاً الدخل المتاح للأسر وفقاً لثلاثة مستويات. وقد أحصوا ما مجموعه 3334 أسرة في تونس، بمتوسط 2.5 فرد عامل لكل أسرة.
يبلغ متوسط دخل الأسرة 30,765 ديناراً سنوياً في المتوسط. في المقابل، ينخفض الدخل المتاح (بعد الضرائب والاقتطاعات المقدرة بنسبة 7%) إلى 10,092 ديناراً للفرد الواحد في عام 2025.
ارتفعت نسبة الأسر التي يقل متوسط دخلها السنوي المتاح عن 10,000 دولار أمريكي سنوياً لتصل إلى 95% من إجمالي الأسر. أما الأسر الأكثر ثراءً، التي يتجاوز دخلها السنوي المتاح 50,000 دولار أمريكي سنوياً، فتشكل 2% من إجمالي الأسر.
