تقرير الطب النفسي يؤكد سلامة إدراك المتهمة دحبية ب. في قضية مقتل الطفلة لولا
جاري التحميل...

تقرير الطب النفسي يؤكد سلامة إدراك المتهمة دحبية ب. في قضية مقتل الطفلة لولا
عن دحبية ب.، لا يُذكر عنها شيء يُذكر. هذا ليس حكمًا، بل هي كلمات كارين جان، التي استُجوبت يوم الخميس 23 أكتوبر بصفتها طبيبة نفسية خبيرة التقت بالمتهمة بعد أسابيع قليلة من وقوع الجريمة. وقد خلصت هي، شأنها شأن الخبيرين الآخرين اللذين تابعا حالتها لإجراء تقييم مضاد، إلى غياب تام لأي اضطراب أو زوال في قدرتها على التمييز والإدراك. وبالنسبة لعائلة لولا، الفتاة البالغة من العمر 12 عامًا، التي تعرضت للاغتصاب والتعذيب والقتل في 14 أكتوبر 2022، فإن هذا يمثل ارتياحًا كبيرًا. وربما للجمهور أيضًا. فالتقارير النفسية لا تُفهم دائمًا بسهولة، وكانت عقوبة مخففة، أو منعدمة، لدحبية ب. من المحتمل أن تثير صدمة واسعة.
تُعدّ التقارير النفسية في القضايا الجنائية بالغة الأهمية، خاصةً في الجرائم الشنيعة التي تهز الرأي العام وتثير تساؤلات عميقة حول المسؤولية الجنائية. فهي تهدف إلى تحديد الحالة العقلية للمتهم وقت ارتكاب الجرم، وما إذا كانت قدرته على فهم أفعاله وعواقبها، والتمييز بين الصواب والخطأ، متأثرة بأي شكل من الأشكال بسبب مرض عقلي أو اضطراب نفسي. في حالة دحبية ب.، كانت التساؤلات تدور حول مدى مسؤوليتها الجنائية الكاملة، وهو ما دفع المحكمة لطلب تقييمات نفسية دقيقة ومتعددة لضمان أعلى درجات العدالة والإنصاف.
إن مفهوم "الإدراك" أو "التمييز" في القانون الجنائي يشير إلى قدرة الشخص على فهم طبيعة أفعاله وعواقبها، والتحكم في سلوكه وفقًا للمعايير الاجتماعية والقانونية. عندما يقرر الخبراء النفسيون عدم وجود أي "اضطراب أو زوال" لهذه القدرة، فهذا يعني أن المتهم كان واعيًا تمامًا لما يفعله ومسؤولًا مسؤولية كاملة عن أفعاله. هذا الاستنتاج له تداعيات قانونية كبيرة، حيث يؤثر بشكل مباشر على تحديد نوع العقوبة ومدى شدتها، ويستبعد أي إمكانية لتخفيف الحكم بناءً على أسباب تتعلق بالصحة العقلية.
بالنسبة لعائلة لولا، التي عانت من فاجعة لا توصف بفقدان ابنتهم بهذه الطريقة المروعة، فإن هذا التقرير يجلب لهم بعض الطمأنينة بأن العدالة ستأخذ مجراها دون تخفيف للعقوبة بناءً على أسباب نفسية. إنهم يبحثون عن إقرار كامل بالمسؤولية، وهذا التقرير يدعم هذا المسعى بقوة. كما أن الرأي العام، الذي يتابع هذه القضية بحساسية بالغة وتأثر عميق، يميل إلى رفض أي مبررات قد تؤدي إلى تخفيف العقوبة في مثل هذه الجرائم البشعة التي تتجاوز كل الحدود الإنسانية.
غالبًا ما يجد الجمهور صعوبة في فهم تعقيدات الطب النفسي الشرعي، وقد يُنظر إلى أي تقرير يشير إلى خلل نفسي على أنه محاولة للتهرب من المسؤولية الجنائية، مما يثير غضبًا شعبيًا. لذلك، فإن الخلاصة الواضحة التي قدمتها الدكتورة كارين جان وزملاؤها، والتي تؤكد سلامة الإدراك لدى المتهمة، تساهم في تبديد أي شكوك حول قدرتها على تحمل المسؤولية الجنائية الكاملة. هذا يرسخ مبدأ العدالة ويؤكد أن مرتكبي الجرائم الشنيعة سيواجهون العواقب الكاملة لأفعالهم، مما يعزز الثقة في النظام القضائي ويطمئن المجتمع بأن الجرائم لن تمر دون عقاب رادع ومناسب.
