تفاصيل واقعة دجال الدقهلية المتحرش واستغلاله لمخاوف الضحايا نفسيًا

اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي موجة عارمة من الغضب بعد تداول مقطع الفيديو المعروف إعلاميًا بـ دجال الدقهلية المتحرش، الذي ادعى قدرته على العلاج بالقرآن الكريم.

وظهر الدجال، خلال ممارسته لأعمال الدجل، متجاوزًا كل الحدود الأخلاقية، مستغلًا سيدة بحجة إخراج الجن الذي يمنعها من الإنجاب من جسدها.

تفاصيل واقعة دجال الدقهلية

ترجع تفاصيل الواقعة إلى تداول مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه شخص يقوم بلمس جسد سيدة، واضعًا يدًا في موضع عفتها وأخرى على رأسها، بدعوى علاجها.

ووفقًا للمقطع المصور، ادعى الدجال أن السيدة تعاني من أعمال سحرية تمنعها من إنجاب طفل.

بدأ الدجال، المعروف باسم الشيخ رضا، في قراءة الأذكار من هاتفه المحمول، قائلًا للسيدة إن الجن مؤذٍ، ثم أقدم بعدها على لمس جسدها بالكامل ومناطق عفتها وهي في حالة إعياء شديدة، مع تعديه بالضرب على مناطق مختلفة من جسدها لأكثر من مرة، بدعوى علاجها من سحر عدم الإنجاب.

القبض على دجال الدقهلية المتحرش

تمكنت الأجهزة الأمنية بمحافظة الدقهلية من ضبط الدجال بعد تداول فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه وهو يقوم بادعاء إخراج جن من سيدة وسط تواجد زوجها وأهلها.

وأوضحت التحريات أن الشخص الذي ظهر في الفيديو مقيم بإحدى قرى مركز المنصورة، ومعروف عنه القيام بمثل هذه الأفعال لمن يدعون معاناتهم من المس الشيطاني.

وفي تعليقها على الواقعة، قالت الدكتورة إيمان ممتاز، استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، إن التحرش الذي يتم تحت ستار الدين أو الشفاء الروحي ليس مجرد أعمال دجل فحسب، بل يمثل استغلالًا نفسيًا عميقًا لضعف ومخاوف الضحية.

وأضافت الدكتورة ممتاز لـالمصري اليوم، أنه عندما تتعرض امرأة للاعتداء الجسدي، خاصة في سياق اعتقادها بأنها ستحصل على حل لمشكلتها، فإن الصدمة تكون مزدوجة؛ فهي تتعرض للاعتداء الجسدي والنفسي معًا. هذا الأمر يمكن أن يغرقها في حالة من الارتباك وعدم الثقة، مما يعوقها وأسرتها عن الإبلاغ الفوري عن الجاني.

وأشارت إلى أن هذا التردد في الإبلاغ لا يعني أن الضحية أو أسرتها يبررون أفعال المعتدي، بل يعكس كوارث نفسية واجتماعية عميقة، تشمل الخوف من العار، أو عدم إدراك أن ما حدث يمكن أن يُعد جريمة يعاقب عليها القانون.

وأكدت الدكتورة ممتاز أن واقعة الدجال لم تكن مجرد عمل فردي من النصب والتحرش؛ بل تكشف خللًا أعمق في كيفية تعامل المجتمع مع الاعتداءات والتحرشات التي تقع تحت ستار الدين أو الزعم الروحاني. كما تبيّن الصعوبات النفسية والاجتماعية التي تواجه الضحايا وأسرهم في الإبلاغ، وما يمكن أن يؤثر سلبًا على تحقيق العدالة النفسية والقانونية لهم.