تصاعد حصيلة الضحايا في غزة مع دخول الحملة العسكرية عامها الثاني وتزايد الإدانات الدولية
جاري التحميل...

تصاعد حصيلة الضحايا في غزة مع دخول الحملة العسكرية عامها الثاني وتزايد الإدانات الدولية
تتواصل حصيلة الضحايا في غزة بالارتفاع مع دخول الحملة العسكرية الإسرائيلية عامها الثاني، مما يثير إدانات دولية متزايدة ومطالبات متجددة بفرض عقوبات ومقاطعة وتدخل إنساني عاجل.
أفادت وزارة الصحة في غزة يوم الأربعاء بمقتل 98 شخصًا وإصابة 385 آخرين خلال الـ 24 ساعة الماضية وحدها. ومنذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، قُتل ما لا يقل عن 65,062 فلسطينيًا وأصيب 165,697 آخرون. وذكرت الوزارة أيضًا أن 432 شخصًا، من بينهم 146 طفلاً، قد توفوا بسبب الجوع وسوء التغذية منذ إعلان المجاعة في القطاع المحاصر.
حذر مسؤولو الصحة من الانهيار الوشيك للنظام الطبي في غزة، مشيرين إلى استمرار حصار الوقود الذي شل المستشفيات. واتهمت الوزارة إسرائيل بعرقلة جهود منظمة الصحة العالمية المتعمدة لتوصيل الوقود، مما يعرض مرافق حيوية مثل مجمع الصحابة الطبي، ومستشفى الخدمة العامة، ومحطة الأكسجين المركزية، وخدمات الإسعاف لخطر الإغلاق. وأضافت أن مستشفيات أخرى قد تتوقف عن العمل في غضون أيام.
في غضون ذلك، أعلنت شركة الاتصالات الرئيسية في غزة عن انقطاع كامل لخدمات الإنترنت الثابت والخطوط الأرضية في غزة وشمال غزة، وعزت هذا الانقطاع إلى الضربات الإسرائيلية التي استهدفت البنية التحتية الأساسية للشبكة.
على الأرض، أعلن الجيش الإسرائيلي عن فتح ممر إخلاء مؤقت على طول شارع صلاح الدين، مما يسمح للمدنيين بـ 48 ساعة للفرار جنوبًا. جاءت هذه الخطوة بعد توسيع الهجوم البري الإسرائيلي وتصعيد الغارات الجوية على مدينة غزة، التي بات جزء كبير منها الآن في حالة خراب بعد ما يقرب من عامين من الصراع المتواصل.
يتزايد الضغط الدولي على إسرائيل. فقد اقترحت المفوضية الأوروبية عقوبات تجارية شاملة، بما في ذلك تعليق التفضيلات الجمركية التي تغطي ما يقرب من ثلث الصادرات الإسرائيلية إلى الاتحاد الأوروبي. وأكد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي أن الهدف "ليس معاقبة إسرائيل، بل تحسين الوضع الإنساني في غزة"، مضيفًا أن جميع الدول الأعضاء تتفق على أن الأزمة قد وصلت إلى نقطة حرجة.
ندد وزير الخارجية الإسرائيلي جيديون ساعر باقتراح الاتحاد الأوروبي ووصفه بأنه "مشوه أخلاقيًا وسياسيًا"، محذرًا من أن مثل هذه الإجراءات "ستضر في النهاية بمصالح أوروبا نفسها".
في ألمانيا، أعرب النائب الاشتراكي الديمقراطي أديس أحمدوفيتش عن دعمه للعقوبات، واصفًا الغزو البري لغزة بأنه "انتهاك آخر للقانون الدولي". وفي الفاتيكان، أدان البابا فرنسيس "الظروف غير المقبولة" التي يواجهها الفلسطينيون وكرر دعواته لوقف إطلاق النار، والإفراج عن الرهائن، والتوصل إلى حل تفاوضي للنزاع.
كما جددت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) نداءاتها لإنهاء الحصار الإسرائيلي، مشيرة إلى مرور أكثر من سبعة أشهر منذ أن سُمح للوكالة آخر مرة بتسليم المساعدات إلى غزة.
في الولايات المتحدة، تصاعد الضغط الشعبي من خلال حملة "Game_Over_Israel" التي أطلقتها مجموعات مؤيدة للفلسطينيين وتجمعات مشجعي كرة القدم. وحثت لوحة إعلانية بارزة في تايمز سكوير الهيئات الكروية الأوروبية على مقاطعة إسرائيل قبل كأس العالم العام المقبل، مطالبة بحظر الفرق واللاعبين الإسرائيليين من المسابقات الدولية.
في غضون ذلك، أكدت الحكومة البريطانية وصول الدفعة الأولى من الأطفال المرضى والمصابين من غزة لتلقي العلاج الطبي الطارئ. ووصف المسؤولون العملية بأنها "معقدة وعاجلة"، مشيرين إلى أن الجهود نُسقت مع هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS). ومن المتوقع وصول المزيد من الأطفال وعائلاتهم في الأسابيع المقبلة.