حزب الله هو جماعة مسلحة لبنانية (KHALED DESOUKI/AFP/Getty-file photo (1 August 2024))
انفجرت مئات من أجهزة الاستدعاء التي يستخدمها أعضاء حزب الله في مختلف أنحاء لبنان، الثلاثاء، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن تسعة أشخاص وإصابة نحو 2800 آخرين في انفجارات ألقت الجماعة المدعومة من إيران باللوم فيها على إسرائيل.
ولم يصدر تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي على موجة الانفجارات التي جاءت بعد ساعات فقط من إعلان إسرائيل توسيع أهداف الحرب منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول لتشمل قتالها ضد حزب الله على طول حدودها مع لبنان.
وقال مصدر مقرب من حزب الله لوكالة فرانس برس إن من بين القتلى أبناء النائبين في حزب الله علي عمار وحسن فضل الله، طالبا عدم الكشف عن هويته لمناقشة مسائل حساسة.
وقال وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض في تحديث لحصيلة الضحايا إن الانفجارات “أسفرت عن مقتل تسعة أشخاص بينهم فتاة”.
وأضاف أن نحو “2800 شخص أصيبوا، نحو 200 منهم في حالة حرجة” وأن الإصابات تركزت في الوجه واليدين والمعدة.
قُتلت ابنة أحد أعضاء حزب الله البالغة من العمر 10 أعوام في منطقة البقاع شرقي لبنان عندما انفجر جهاز النداء الخاص به، حسبما قالت عائلتها ومصدر مقرب من الحزب.
وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن سفير طهران في بيروت أصيب أيضا في انفجار جهاز استدعاء، لكن إصاباته ليست خطيرة.
وفي سوريا المجاورة، أصيب 14 شخصا “بعد انفجار أجهزة استدعاء يستخدمها حزب الله”، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
واتهم حزب الله إسرائيل بالمسؤولية عن الانفجارات وحذر من أنه سيعاقبها.
وقالت الجماعة في بيان لها “إننا نحمل العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي”، مضيفة أن إسرائيل “ستنال بالتأكيد جزاءها العادل على هذا العدوان الآثم”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن الولايات المتحدة، أكبر مزود للأسلحة لإسرائيل وحليفتها الوثيقة، “لم تكن متورطة” و”لم تكن على علم بهذا الحادث مسبقا”.
وضربت الانفجارات بعد الظهر معاقل حزب الله في مختلف أنحاء لبنان ووجهت ضربة قوية للجماعة، التي كانت لديها بالفعل مخاوف بشأن أمن اتصالاتها بعد خسارة العديد من القادة الرئيسيين في غارات جوية مستهدفة في الأشهر الأخيرة.
وكان حزب الله قد أصدر تعليمات لأعضاءه بتجنب الهواتف المحمولة بعد بدء حرب غزة والاعتماد بدلا من ذلك على نظام الاتصالات الخاص بالمجموعة لمنع الخروقات الإسرائيلية.
وقال مصدر في حزب الله لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته إن “مئات من عناصر حزب الله أصيبوا بجروح جراء انفجار أجهزة النداء الخاصة بهم في وقت واحد” في معاقل الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب لبنان ومنطقة البقاع الشرقي.
وأفادت وكالة فرانس برس أيضاً عن نقل عشرات الجرحى إلى المستشفيات في بيروت والجنوب، حيث هرعت عشرات سيارات الإسعاف بين مدينتي صور وصيدا في الاتجاهين.
أعلن وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي تعطيل المدارس والجامعات اليوم الأربعاء “تنديداً بالعمل الإجرامي الذي ارتكبه العدو الإسرائيلي”.
الولايات المتحدة تنفي تورطها أو علمها المسبق بالهجوم في لبنان.
المراسل: لا يوجد الكثير من التخمين حول من سيكون الجاني المحتمل… هل لديك أي شك في أنه سيكون إسرائيل؟
ميلر: ليس لدي أي تقييم أقدمه pic.twitter.com/6f5q0Bqv58
– عسل راد (@ AssalRad) 17 سبتمبر 2024
إسرائيل توسع أهداف الحرب
وفي وقت سابق من اليوم الثلاثاء، أعلنت إسرائيل أنها توسع أهداف الحرب على غزة لتشمل قتال حزب الله على طول حدودها مع لبنان.
وحتى الآن، كانت أهداف إسرائيل هي سحق حماس وإعادة الرهائن الذين احتجزهم النشطاء الفلسطينيون خلال هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان إن “المجلس السياسي الأمني حدّث أهداف الحرب هذا المساء، بحيث تشمل البند التالي: العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم”.
منذ أكتوبر/تشرين الأول، أجبرت عمليات تبادل إطلاق النار المتواصلة بين القوات الإسرائيلية وحزب الله، حليف حماس، في لبنان عشرات الآلاف من الأشخاص على جانبي الحدود على الفرار من منازلهم.
ولم تعلن إسرائيل رسميا الحرب، لكن تبادل إطلاق النار بين القوات الإسرائيلية وحزب الله أدى إلى مقتل المئات، معظمهم من المقاتلين في لبنان، وعشرات على الجانب الإسرائيلي.
حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الاثنين، من أنه في حالة عدم التوصل إلى حل سياسي، فإن “العمل العسكري” سيكون “الطريقة الوحيدة المتبقية لضمان عودة المجتمعات الشمالية في إسرائيل”.
وأعلن حزب الله، الذي تدعمه إيران، العدو الإقليمي اللدود لإسرائيل، مثل حماس، عن تنفيذ اثنتي عشرة هجوما على مواقع إسرائيلية يوم الاثنين وثلاثة أخرى يوم الثلاثاء.
قبل موجة انفجارات أجهزة النداء، قالت إسرائيل إنها قتلت ثلاثة أعضاء من حزب الله في غارة على لبنان يوم الثلاثاء.
ونقل مكتب جالانت عنه قوله للمبعوث الأمريكي الزائر آموس هوشتاين “احتمال التوصل إلى اتفاق أصبح منعدما مع استمرار حزب الله في ربط نفسه بحماس”.
وقال نتنياهو في وقت لاحق لهوششتاين إنه يسعى إلى “تغيير جذري” في الوضع الأمني على الحدود الشمالية لإسرائيل.
وقال نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم نهاية الأسبوع إن جماعته “ليس لديها نية للدخول في حرب”، لكن “ستكون هناك خسائر كبيرة على الجانبين” في حال اندلاع صراع شامل.
بلينكين يعود إلى المنطقة
ومن المقرر أن يعود وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المنطقة لمحاولة إحياء محادثات وقف إطلاق النار المتوقفة في الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.
وبعد أشهر من المفاوضات التي فشلت في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، قالت واشنطن إنها لا تزال تدفع جميع الأطراف إلى الانتهاء من الاتفاق.
أعرب مسؤولون أميركيون عن إحباطهم المتزايد تجاه إسرائيل بعد أن رفض نتنياهو علناً التقييمات الأميركية التي تفيد بأن الاتفاق أصبح شبه كامل وأصر على وجود عسكري إسرائيلي على الحدود بين مصر وغزة.
وأسفر الهجوم الذي وقع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل عن مقتل 1205 أشخاص، بحسب الأرقام الإسرائيلية.
كما احتجزت الحركة 251 رهينة، لا يزال 97 منهم محتجزين في غزة، بما في ذلك 33 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم قتلوا.
وأسفر الهجوم العسكري الإسرائيلي عن مقتل 41252 شخصا على الأقل في غزة، وفقا لوزارة الصحة في القطاع.
تناقش الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، الثلاثاء، مشروع قرار يطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لجميع الأراضي الفلسطينية خلال 12 شهرا.
ورغم أن قرارات الجمعية العامة ليست ملزمة، إلا أن إسرائيل نددت بالفعل بالنص الجديد ووصفته بأنه “مخز”.
وفي غزة، قال رجال الإنقاذ إن عدة غارات جوية إسرائيلية قتلت ما لا يقل عن سبعة أشخاص خلال الليل.
