المواد الكيميائية الأبدية (PFAS): سموم تلوث الكوكب وتتراكم في أجسادنا
جاري التحميل...

المواد الكيميائية الأبدية (PFAS): سموم تلوث الكوكب وتتراكم في أجسادنا
تنتشر المواد الكيميائية الأبدية، المعروفة باسم PFAS (المواد البيرفلورو ألكيل والبولي فلورو ألكيل)، بشكل واسع ودائم، وقد سممت كوكبنا بأكمله. إنها موجودة في كل مكان تقريبًا، من المناطق القطبية النائية إلى أعماق غابات الأمازون المطيرة، مما يجعلها واحدة من أكثر أزمات التلوث انتشارًا في التاريخ. هذه المواد الكيميائية لا تتحلل بيولوجيًا، بل تبقى وتتراكم في أجسادنا وفي البيئة لسنوات طويلة، ولهذا السبب أُطلق عليها اسم "المواد الكيميائية الأبدية".
تُعرف هذه المواد بخصائصها الفريدة التي جعلتها مرغوبة للغاية في الصناعة لعقود طويلة، مثل مقاومتها للحرارة والماء والدهون. وقد أدى ذلك إلى استخدامها في عدد لا يحصى من المنتجات اليومية التي نعتمد عليها. يمكن العثور عليها في أواني الطهي غير اللاصقة، ومستحضرات التجميل، ومعاطف المطر، ورغوة إطفاء الحرائق، وزيوت المحركات، وآلاف المنتجات الأخرى التي تشكل جزءًا لا يتجزأ من حياتنا الحديثة. ومع ذلك، فإن هذا الانتشار الواسع يعني أنها لم تعد موجودة في المنتجات فحسب، بل أصبحت الآن جزءًا من أجسادنا أيضًا، مما يثير قلقًا صحيًا عالميًا.
إن التعرض لهذه المواد الكيميائية السامة مرتبط بقائمة طويلة من المشاكل الصحية الخطيرة، بما في ذلك أنواع مختلفة من السرطان، واضطرابات الغدة الدرقية، وتلف الكبد، ومشاكل في الجهاز المناعي، وتأثيرات سلبية على النمو والتكاثر. هذه المخاطر الصحية المتزايدة هي ما يدفع العديد من الأفراد والمجتمعات إلى المطالبة بالعدالة والمساءلة من الشركات التي أنتجت واستخدمت هذه المواد دون الكشف عن مخاطرها المحتملة بشكل كامل.
يسلط هذا المقال، الذي يستوحي من قصص برنامج "الناس والسلطة" (People & Power)، الضوء على القصة المروعة لكيفية قيام مجموعة واحدة من المواد الكيميائية بتسميم الكوكب بأكمله، ويقدم لنا قصص الرجال والنساء الشجعان الذين يخوضون معركة شرسة لمحاسبة المسؤولين عن هذه الكارثة البيئية والصحية. إنهم يناضلون من أجل تغيير السياسات، وفرض لوائح أكثر صرامة، وتوفير تعويضات للضحايا، والأهم من ذلك، إيجاد حلول دائمة لوقف انتشار هذه المواد الأبدية وحماية الأجيال القادمة من آثارها المدمرة. إنها معركة عالمية تتطلب تضافر الجهود الدولية لمواجهة هذا التحدي البيئي والصحي المعقد.
