المعهد الفرنسي بتونس يستضيف الكاتب زياد بكير لمناقشة روايته الجديدة
جاري التحميل...

المعهد الفرنسي بتونس يستضيف الكاتب زياد بكير لمناقشة روايته الجديدة
ينظم المعهد الفرنسي بتونس لقاءً أدبيًا مميزًا مع الكاتب المبدع زياد بكير، وذلك لمناقشة أحدث أعماله الروائية "التجنيس" (La Naturalisation) الصادرة عن دار غراسييه للنشر المرموقة عام 2025.
يُعقد هذا الموعد الثقافي الهام يوم الجمعة الموافق 24 أكتوبر 2025، في تمام الساعة السادسة مساءً (18:00)، وذلك في رحاب المكتبة الإعلامية التابعة للمعهد الفرنسي بتونس. يمثل هذا اللقاء فرصة فريدة للجمهور التونسي والعربي للتفاعل مباشرة مع الكاتب والتعمق في عوالم روايته الجديدة. وعقب انتهاء النقاش، ستُقام جلسة لبيع الكتاب وتوقيعه، بالتعاون مع مكتبة كولتوريل (Culturel)، مما يتيح للقراء الحصول على نسخ موقعة من "التجنيس" والتحدث مع المؤلف.
يُعد زياد بكير من الأصوات الأدبية الواعدة، وقد بدأت رحلته الأكاديمية في تونس حيث حصل على شهادة الماجستير في اللغة والأدب الفرنسي من صفاقس. بعد ذلك، انتقل إلى باريس، عاصمة الثقافة والأدب، ليواصل مسيرته. في عام 2010، اتخذ خطوة جريئة بنشره كتابه الأول ذاتيًا، وبدأ ببيعه في شوارع سان جيرمان دي بري الشهيرة، في تجربة تعكس شغفه الكبير بالأدب وتواصله المباشر مع القراء.
تُصنف رواية "التجنيس" كعمل بيكارسكية حديثة، وهي نوع أدبي يروي مغامرات بطل شعبي أو مارق. في هذا العمل، يسرد بكير قصة منفى اختياري، متتبعًا البطل في كل تفاصيل رحلته، حتى في أصعب محطاتها ومآزقها. بطل الرواية شخصية فريدة من نوعها: أخرق لكنه يمتلك براءة وسذاجة، وفي الوقت نفسه يتمتع بوعي وحصافة. إنه شخصية جذابة، لكنه شديد الولع بالثقافة الفرنسية لدرجة أنه لا يرى نفسه "غريبًا" أو "أجنبيًا" بالمعنى التقليدي للكلمة، مما يضعه في مواجهة مستمرة مع الآخرين ومع ذاته.
تتوالى على البطل سلسلة من المغامرات الفاشلة والمواقف الطريفة، التي تتسم بقدر كبير من الكوميديا والفكاهة، وفي الوقت ذاته تحمل لمسات من الرقة والعاطفة الإنسانية العميقة. هذه المآزق تكشف عن تعقيدات الهوية والانتماء، وعن الصراع الداخلي الذي يعيشه الفرد في بيئة جديدة. الرواية تستكشف فكرة أن القدر لا يسير دائمًا في خط مستقيم، وأن الحياة مليئة بالمنعطفات غير المتوقعة التي تشكل شخصياتنا وتجاربنا. يقدم زياد بكير من خلال "التجنيس" رؤية عميقة ومؤثرة لتجربة الاغتراب والاختيار، ممزوجة بروح الدعابة التي تخفف من وطأة الصعوبات وتجعل القارئ يتعاطف مع البطل في رحلته المليئة بالتحديات واللحظات الإنسانية الصادقة.
ي. ن.
