القادة الأفارقة يدفعون نحو الاعتراف بجرائم الحقبة الاستعمارية والمطالبة بالتعويضات
جاري التحميل...

القادة الأفارقة يدفعون نحو الاعتراف بجرائم الحقبة الاستعمارية والمطالبة بالتعويضات
يدفع القادة الأفارقة باتجاه الاعتراف بجرائم الحقبة الاستعمارية وتجريمها ومعالجتها من خلال التعويضات.
في مؤتمر عُقد في العاصمة الجزائرية، الجزائر، اجتمع دبلوماسيون وقادة لدفع قرار صادر عن الاتحاد الأفريقي، والذي تم إقراره في اجتماع سابق هذا العام، يدعو إلى العدالة والتعويضات لضحايا الاستعمار.
قال وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف إن تجربة الجزائر تحت الحكم الفرنسي أبرزت الحاجة إلى المطالبة بالتعويضات واستعادة الممتلكات المسروقة.
وأضاف أن إطارًا قانونيًا سيضمن أن يُنظر إلى الاسترداد على أنه "ليس هدية ولا منة".
وقال عطاف: "يحق لأفريقيا أن تطالب بالاعتراف الرسمي والصريح بالجرائم المرتكبة ضد شعوبها خلال الفترة الاستعمارية، وهي خطوة أولى لا غنى عنها لمعالجة عواقب تلك الحقبة، التي لا تزال الدول والشعوب الأفريقية تدفع ثمنها باهظًا من حيث الإقصاء والتهميش والتخلف".
لقد حظرت الاتفاقيات والقوانين الدولية التي قبلتها غالبية الدول ممارسات تشمل العبودية والتعذيب والفصل العنصري. ويحظر ميثاق الأمم المتحدة الاستيلاء على الأراضي بالقوة ولكنه لا يشير صراحة إلى الاستعمار.
كان هذا الغياب محوريًا في قمة الاتحاد الأفريقي في فبراير، حيث ناقش القادة اقتراحًا لتطوير موقف موحد بشأن التعويضات وتحديد الاستعمار رسميًا كجريمة ضد الإنسانية.
يُعتقد أن التكلفة الاقتصادية للاستعمار في أفريقيا هائلة، حيث تقدر بعض التقديرات بتريليونات الدولارات. استخرجت القوى الأوروبية الموارد الطبيعية غالبًا بأساليب وحشية، وجمعت أرباحًا طائلة من الذهب والمطاط والماس والمعادن الأخرى، بينما تركت السكان المحليين في فقر مدقع.
كثفت الدول الأفريقية في السنوات الأخيرة مطالبها بإعادة القطع الأثرية المنهوبة التي لا تزال موجودة في المتاحف الأوروبية.
قال عطاف إنه لم يكن من قبيل الصدفة أن يُعقد المؤتمر في الجزائر، وهي دولة عانت من بعض أشكال الحكم الاستعماري الفرنسي الأكثر وحشية وخاضت حربًا دموية بين عامي 1954 و1962 لنيل استقلالها.
كان تأثيرها بعيد المدى: فقد تمتع ما يقرب من مليون مستوطن أوروبي بامتيازات سياسية واقتصادية واجتماعية أكبر، على الرغم من أن الجزائر كانت جزءًا قانونيًا من فرنسا وتم تجنيد رجالها خلال الحرب العالمية الثانية.
لقد لقي مئات الآلاف من الأشخاص حتفهم في ثورة البلاد، حيث قامت القوات الفرنسية بتعذيب المعتقلين، وإخفاء المشتبه بهم، وتدمير القرى كجزء من استراتيجية مكافحة التمرد للحفاظ على قبضتها على السلطة.
وقال عطاف: "تحتفظ قارتنا بمثال محنة الجزائر المريرة كنموذج نادر، يكاد لا يوجد له مثيل في التاريخ، في طبيعته ومنطقه وممارساته".
لطالما شكلت تجربة الجزائر موقفها بشأن الصحراء الغربية المتنازع عليها، وهي مستعمرة إسبانية سابقة تطالب بها المغرب المجاورة وجبهة البوليساريو المؤيدة للاستقلال.
صوّر عطاف يوم الأحد القضية على أنها حالة إنهاء استعمار غير مكتمل، مرددًا الموقف الرسمي للاتحاد الأفريقي حتى مع تحرك عدد متزايد من الدول الأعضاء لدعم مطالبة المغرب بالمنطقة.
وصفها بأنها "آخر مستعمرة في أفريقيا" وأشاد بنضال الصحراويين الأصليين "لتأكيد حقهم المشروع والقانوني في تقرير المصير، كما أكدته وتؤكده باستمرار الشرعية الدولية ومبادئ الأمم المتحدة بشأن إنهاء الاستعمار".
لقد ضغطت الجزائر لعقود من أجل معالجة الاستعمار من خلال القانون الدولي، حتى مع توخي قادتها الحذر لتجنب تأجيج التوترات مع فرنسا، حيث لا يزال إرث الحرب حساسًا سياسيًا.
وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في عام 2017 عناصر من التاريخ بأنها جريمة ضد الإنسانية لكنه لم يقدم اعتذارًا رسميًا وحث الجزائريين على عدم التوقف عند مظالم الماضي.
---