10 ديسمبر 2025 في 07:58 ص
news.tn
أخبار.تن - شعار الموقع
عاجل

العدالة الفرنسية تحقق في دور مخبر رفيع المستوى بفضيحة مخدرات مرسيليا

Admin User
نُشر في: 10 ديسمبر 2025 في 03:01 ص
1 مشاهدة
3 min دقائق قراءة
المصدر: Le Monde
0 إعجاب
0 حفظ
0 مشاركة
مشاركة على:

جاري التحميل...

العدالة الفرنسية تحقق في دور مخبر رفيع المستوى بفضيحة مخدرات مرسيليا

العدالة الفرنسية تحقق في دور مخبر رفيع المستوى بفضيحة مخدرات مرسيليا

كان إلياس، الذي تم تغيير اسمه لأسباب قانونية، يُعد أحد أبرز المخبرين المفضلين لدى أجهزة مكافحة المخدرات الفرنسية والأمريكية. وصفه أحد ضباطه السابقين، المسؤولين عن إدارة المخبرين، بأنه "ظاهرة"، بينما اعتبره آخر نموذجًا للمخبر "الموثوق والفعال". لقد كان مصدرًا استثنائيًا للمعلومات، تم تجنيده في أوائل الألفية الثالثة، وشارك في تحقيقات دولية واسعة النطاق شملت أوروبا والشرق الأوسط وغرب إفريقيا، مقدمًا معلومات حاسمة ساهمت في إحباط العديد من عمليات تهريب المخدرات الكبرى.

لكن منذ شهر فبراير الماضي، يقبع إلياس في زنزانة سجن بمنطقة باريس. يوم الأربعاء الموافق 10 ديسمبر، علمت صحيفة "لوموند" من مصدر قضائي، أن غرفة التحقيق بمحكمة الاستئناف في باريس كان من المقرر أن تنظر في الاستئناف الذي قدمه محاموه، ضد رفض الإفراج عنه للمرة الخامسة. هذه القضية تسلط الضوء على تعقيدات عالم مكافحة المخدرات، حيث تتداخل الأدوار وتتلاشى الخطوط الفاصلة بين المخبرين والمجرمين.

تشتبه العدالة في أن إلياس قد تجاوز دوره كمخبر، وقام بتحويل كميات من الكوكايين لإعادة بيعها خلال عملية "ترايدنت" (Trident)، وهي الفضيحة التي لا تزال تحرج مكتب مكافحة المخدرات الفرنسي (Ofast). في ربيع عام 2023، سمحت هذه "العملية التسليمية المراقبة"، التي نُظمت بشكل مشترك من قبل القضاء في مرسيليا، والفرع المحلي لمكتب مكافحة المخدرات، وإدارة مكافحة المخدرات الأمريكية (DEA)، بنقل ما يقرب من 400 كيلوغرام من الكوكايين إلى مرسيليا. كانت المخدرات مخبأة داخل حاوية موز قادمة من كولومبيا، وتمت العملية تحت المراقبة المستمرة للشرطة، بهدف الإيقاع بالشبكة الإجرامية.

تُعد عملية "ترايدنت" مثالاً كلاسيكيًا للتعاون الدولي في مكافحة تهريب المخدرات، حيث يتم السماح لشحنة مخدرات بالوصول إلى وجهتها تحت المراقبة الصارمة لتحديد جميع أفراد الشبكة. ومع ذلك، فإن الاشتباه في تورط مخبر رئيسي مثل إلياس في تحويل جزء من هذه الشحنة يمثل ضربة قوية لمصداقية هذه العمليات وللثقة في نظام المخبرين الذي تعتمد عليه الأجهزة الأمنية بشكل كبير.

تثير هذه القضية تساؤلات جدية حول آليات الرقابة على المخبرين رفيعي المستوى، وحول المخاطر الكامنة في الاعتماد على أفراد قد يستغلون مواقعهم لتحقيق مكاسب شخصية. إن الفضيحة لا تقتصر على إلياس فحسب، بل تمتد لتلقي بظلالها على مكتب مكافحة المخدرات في مرسيليا، وتثير مخاوف بشأن مدى تغلغل الفساد أو سوء الإدارة داخل الأجهزة المكلفة بمكافحة الجريمة المنظمة.

يواجه إلياس الآن اتهامات خطيرة قد تؤدي إلى عقوبة سجن طويلة، وهو ما يتناقض تمامًا مع سجله السابق كمساعد قيم للعدالة. إن التحقيقات مستمرة للكشف عن جميع ملابسات هذه القضية المعقدة، وتحديد ما إذا كان هناك تواطؤ من جانب آخرين، وكيف تمكن مخبر بهذا المستوى من الوصول إلى المخدرات وتحويلها دون اكتشاف فوري. من المتوقع أن يكون لهذه القضية تداعيات كبيرة على سياسات مكافحة المخدرات وإدارة المخبرين في فرنسا والولايات المتحدة.

تُظهر هذه القضية أن عالم مكافحة المخدرات ليس مجرد صراع بين الخير والشر، بل هو شبكة معقدة من العلاقات والمصالح، حيث يمكن أن يتحول الأبطال إلى مشتبه بهم، وتصبح الأدوات التي تستخدم لمكافحة الجريمة جزءًا منها. إن قرار محكمة الاستئناف بشأن طلب الإفراج عن إلياس سيكون مؤشرًا مهمًا على مسار هذه القضية التي هزت أركان مكافحة المخدرات الدولية.

التصنيفات:

طبيعة الخبر: محايد
هذا الخبر يقدم معلومات محايدة

الكلمات المفتاحية(2)

التعليقات

News.tn يقدم مجموعة من الأخبار المستقاة من مجموعة واسعة من المصادر الإخبارية غير العربية. يجب التنويه أن المحتوى المقدم لا يعكس بالضرورة معتقداتنا وأفكارنا كمالكي الموقع. ما هو تقييمك للمعلومات المقدمة في المقال؟

مقالات ذات صلة