الصادرات التونسية تستعيد زخمها التصاعدي: نمو بنسبة 1.5% وتحديات استغلال الإمكانات

أكد رؤساء مكاتب المركز التونسي للنهوض بالصادرات (CEPEX) بالخارج عودة الصادرات التونسية إلى ديناميكية تصاعدية ملحوظة. ففي نهاية شهر نوفمبر 2025، سجلت هذه الصادرات نموًا بنسبة 1.5% مقارنة بالعام السابق، لتصل قيمتها الإجمالية إلى 57.9 مليار دينار تونسي. وقد جاء هذا النمو مدفوعًا بشكل رئيسي بالأداء القوي الذي تحقق خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام.

خلال فعاليات الندوة السنوية لممثلي المركز التونسي للنهوض بالصادرات بالخارج، والتي تُعقد في الفترة من 15 إلى 19 ديسمبر 2025 في تونس العاصمة وفي عدد من المناطق، تم الكشف عن معلومات هامة تتعلق بالإمكانات التصديرية للبلاد. فقد أوضحت الندوة أن الإمكانات التصديرية لتونس تقارب 23 مليار دولار أمريكي، إلا أن جزءًا كبيرًا منها، يبلغ حوالي 11.25 مليار دولار، لا يزال غير مستغل.

يرى المتحدثون في الندوة أن هذا الواقع يفرض تحديات كبرى على جميع الفاعلين ضمن منظومة التصدير، بما في ذلك شبكة الممثليات التجارية التونسية المنتشرة في الخارج. ويتمثل الهدف الأساسي في مضاعفة الجهود المبذولة لاستكشاف أسواق جديدة واعدة، بالإضافة إلى تحسين موقع المنتجات التونسية وتعزيز تنافسيتها على الصعيد العالمي.

وقد قدمت الندوة تحليلات معمقة استندت إلى مصفوفة "الأسواق/المنتجات"، والتي سلطت الضوء على القطاعات الواعدة ذات الإمكانات العالية للنمو، وشروط الوصول إلى الأسواق الدولية المختلفة. كما تم استعراض البرامج الترويجية المخطط لها لعام 2026، والتي تهدف إلى دعم المصدرين التونسيين وتسهيل دخولهم إلى أسواق جديدة.

تحت إشراف وزير التجارة وتنمية الصادرات، سمير عبيد، شارك مديرو الممثليات التجارية في الاجتماع التنسيقي الرابع لـ "فريق تونس للتصدير". وقد جمع هذا اللقاء الهام الرئيس التنفيذي للمركز التونسي للنهوض بالصادرات، والمدير العام للدبلوماسية الاقتصادية بوزارة الشؤون الخارجية، بالإضافة إلى رئيسة الهيئة التونسية للاستثمار (TIA)، مما يعكس التنسيق الشامل بين مختلف الجهات المعنية بتعزيز الصادرات والاستثمار.

وخصصت جلسة خاصة ضمن فعاليات الندوة للشركات الناشئة والقطاعات ذات القيمة المضافة العالية، بهدف دعمها وتوجيهها نحو الأسواق الدولية. وشملت هذه القطاعات على سبيل المثال لا الحصر:

• صناعة مكونات السيارات.
• تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (TIC).
• الصناعات الغذائية والدوائية.
• خدمات الرعاية الصحية.

وقد تابع أكثر من 50 ملحقًا اقتصاديًا لدى السفارات التونسية هذه المداولات عن بعد، وذلك بهدف تحديث بياناتهم حول العرض التونسي من المنتجات والخدمات، وتوجيه أنشطتهم الترويجية بفعالية أكبر نحو القطاعات التي تتميز بقيمة مضافة عالية وإمكانات تصديرية كبيرة.

كما تضمن برنامج الندوة تنظيم لقاءات مباشرة (B2B) في مدينتي سوسة وصفاقس، جمعت بين مديري المكاتب التابعة للمركز بالخارج ورؤساء الشركات التونسية. وتهدف هذه اللقاءات إلى التعريف بشكل أوسع بدور الشبكة التجارية التونسية في الخارج، وتقديم دعم خاص وموجه للمصدرين، لا سيما في القطاعات الاستراتيجية الهامة مثل زيت الزيتون والتمور، التي تعد من أبرز المنتجات التونسية ذات السمعة العالمية.