بورتسودان/دارفور ـ إن التطورات مثل إعادة فتح معبر أدري الحدودي بين السودان وتشاد تمثل فرصة لإيصال المساعدات، إلا أن وقف إطلاق النار الفوري أمر ضروري لتمكين منظمات الإغاثة الإنسانية من الوصول إلى المتضررين من الحرب.
وفي مقابلة مع راديو دبنقا الجمعة، قالت ميرا ناصر، مديرة الاتصالات والإعلام بمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بالسودان، إن “هناك حدوداً لما يمكن أن تحققه المساعدات دون سلام وأمن حقيقيين”.
ويعد مخيم زمزم، الذي يقع على بعد نحو 14 كيلومترا جنوب الفاشر عاصمة شمال دارفور، أحد أكبر المخيمات في دارفور، إذ يأوي نصف مليون نازح. ويعيش الكثير منهم هناك منذ العقد الأول من هذا القرن بسبب الحرب المدمرة بين الحركات المتمردة والحكومة السودانية، فيما لجأ مئات الآلاف إلى المخيم بعد اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قبل 17 شهرا بالضبط.
في الأول من أغسطس/آب، أفادت شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة (FEWS NET) أن الأدلة المعقولة تشير إلى تجاوز عتبات المجاعة (المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي) في مخيم زمزم في يونيو/حزيران.
وقالت ناصر لراديو دبنقا الجمعة إنها تعتقد أن إعادة فتح معبر أدري مع تشاد فرصة لإيصال المساعدات، لكنها اعتبرت أن موسم الأمطار الذي سيستمر حتى هذا الشهر أو أوائل أكتوبر سيشكل عائقاً أمام وصول المساعدات لعدد أكبر من الأطفال الذين يحتاجون إلى التغذية العلاجية للحد من انتشار سوء التغذية.
وأوضحت أن اليونيسف تعمل مع الشركاء المحليين لمواصلة تقديم الخدمات للمتضررين في مخيم زمزم، على الرغم من الوضع المقلق واستمرار القتال العنيف في الفاشر وما حولها.
وفي وقت سابق من هذا العام، قالت منظمة أطباء بلا حدود إن طفلاً يموت كل ساعتين في مخيم زمزم، وهو الأمر الذي نفته الحكومة السودانية بشكل قاطع.
وقالت مفوضية العون الإنساني التابعة للحكومة السودانية في تصريحات سابقة: “الحديث عن وجود مجاعة في المخيم غير صحيح على الإطلاق، ويتنافى مع الشروط التي يجب توافرها لإعلان المجاعة”.
وقال ناصر لراديو دبنقا إن اليونيسيف تقوم بإيصال الإمدادات المنقذة للحياة إلى دارفور منذ بدء الحرب في 15 أبريل 2023، من داخل السودان وعبر الحدود.
وأشارت إلى أنها تعمل بالتعاون مع الشركاء على دعم العاملين في الخطوط الأمامية بالإضافة إلى صيانة البنية التحتية، لدعم خدمات الصحة والتعليم والتغذية والمياه والصرف الصحي والنظافة والحماية للأسر المتضررة.
وأوضحت أن “إعادة فتح معبر أدري الحدودي يمثل نقطة تحول مهمة في الوصول إلى المزيد من الأطفال في دارفور، وبالتالي فمن الأهمية بمكان أن يستمر تيسير حركة المساعدات الإنسانية عبر الحدود، على الرغم من وجود حدود لما يمكن أن تحققه المساعدات دون تحقيق السلام والأمن الحقيقيين لجميع العاملين في المجال الإنساني والأطفال الذين يخدمونهم”.
انتهى تقريبا…
نحن بحاجة إلى تأكيد عنوان بريدك الإلكتروني.
“لقد عانى الأطفال والأسر لأكثر من 16 شهرًا من الحرب المستمرة، وهم بحاجة إلى وقف إطلاق النار الفوري الآن”.
واعتبرت التغذية العلاجية أحد أشكال علاج سوء التغذية لدى الأطفال وحمايتهم، إلا أنها أكدت أن الوقاية من الجوع تتجاوز تقديم الأغذية العلاجية.
وقالت إن اليونيسف تنفذ تدابير متعددة القطاعات، بما في ذلك توفير الغذاء، وضمان الوصول إلى المياه الآمنة والبيئة الصحية، فضلاً عن علاج الأطفال المرضى لمنع انتشار سوء التغذية في تلك المناطق.
تمكنت اليونيسف من الوصول إلى عدد أكبر من الأطفال بالطعام العلاجي في دارفور، إلا أن موسم الأمطار الحالي يقيد الوصول إلى عدد أكبر من الأطفال الذين هم في حاجة ماسة إلى هذه العلاجات، بسبب سوء الطرق والفيضانات وانهيار السدود.
وأضافت أنه بالإضافة إلى مخيم زمزم، فإن العديد من المخيمات الأخرى في الفاشر وحولها، بما في ذلك أبو شوك والسلام، تأثرت بشكل خطير بالصراع الحالي وتدهور الوضع الإنساني.
وأشارت إلى أن اليونيسف تعمل مع الشركاء لضمان تقديم الخدمات المنقذة للحياة إلى المناطق المتضررة، مع التركيز بشكل خاص على المناطق ذات الأولوية التي تم تحديدها على أنها معرضة لخطر المجاعة في التصنيف المرحلي المتكامل. وأضافت: “إن الوصول المستدام وغير المقيد أمر حيوي لتوسيع نطاق الإمدادات وتقديم الخدمات المنقذة للحياة للأطفال أينما كانوا”.
