الحكومة الفرنسية تواجه تحديات كبرى في تمرير مشروع قانون تمويل الضمان الاجتماعي
جاري التحميل...

الحكومة الفرنسية تواجه تحديات كبرى في تمرير مشروع قانون تمويل الضمان الاجتماعي
مخصص للمشتركين
تحليل - بعد التصويت الإيجابي من مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي، يبدأ النواب هذا الثلاثاء القراءة الثانية لمشروع قانون تمويل الضمان الاجتماعي. أكثر من أي وقت مضى، تسير السلطة التنفيذية على حافة الهاوية.
تفتقر إلى عدة عجلات، مكابحها لا تعمل، ونظام التحويل معطل. ومع ذلك، تنطلق بسرعة قصوى وتستعد لدخول المحطة. سيشهد القطار المالي هذا الأسبوع أحد أهم لحظاته منذ بدء المداولات البرلمانية مع دراسة مشروع قانون تمويل الضمان الاجتماعي (PLFSS) في قراءة ثانية بالجمعية الوطنية. يخشى وزير حكومي بارز قائلاً: فرص الخروج عن المسار كثيرة، وليس بالضرورة في الأماكن المتوقعة .
لهذا السبب، استقبل رئيس الوزراء، سيباستيان لوكورنو، يوم الاثنين، مرة أخرى، القيادات الرئيسية للحزب الاشتراكي، الذين يعتزم معهم تحقيق عدم الرقابة الذي تم التفاوض عليه بشق الأنفس قبل بضعة أسابيع، مع تعليق إصلاح نظام التقاعد. صرح الأمين الأول للحزب الاشتراكي، أوليفييه فور، قائلاً: نحن نتبع نهجًا قد يؤدي إلى تسوية، لكننا لم نصل إلى ذلك بعد
إن هذا "القطار المالي" ليس مجرد استعارة للسرعة، بل هو تجسيد للأهمية القصوى للمشروع والمخاطر الكامنة في مساره. ففي ظل غياب أغلبية مطلقة للحكومة في الجمعية الوطنية، يصبح كل تصويت بمثابة سير على حبل مشدود. مشروع قانون تمويل الضمان الاجتماعي ليس مجرد وثيقة إدارية، بل هو ركيزة أساسية للصحة المالية للأمة ونظام الرعاية الاجتماعية، ويحدد كيفية تمويل الخدمات الصحية والمعاشات التقاعدية والمزايا الاجتماعية الأخرى.
تتطلب هذه المرحلة البرلمانية الدقيقة من الحكومة مهارة فائقة في التفاوض والقدرة على بناء توافقات عابرة للأحزاب. فالمفاوضات مع الحزب الاشتراكي، التي قادها رئيس الوزراء سيباستيان لوكورنو، هي مثال واضح على هذا التوازن الدقيق للقوى. إن "عدم الرقابة" الذي تسعى إليه الحكومة يعني ضمان عدم تقديم اقتراح بحجب الثقة، وهو ما قد يؤدي إلى سقوط الحكومة. وقد جاء تعليق إصلاح نظام التقاعد كتنازل كبير من جانب الحكومة، مما يسلط الضوء على مدى ضعف موقفها وحاجتها الماسة لدعم أو على الأقل حياد المعارضة.
من المتوقع أن تكون المناقشات في الجمعية الوطنية حامية الوطيس، مع تقديم العديد من التعديلات من مختلف الفصائل السياسية. ستسعى المعارضة إلى إدخال تغييرات جوهرية على المشروع، مستغلة ضعف الحكومة لفرض أجندتها الخاصة أو على الأقل إظهار قوتها السياسية. وفي هذا السياق، تلعب وزيرة الحسابات العامة، أميلي دو مونتشالان، دورًا محوريًا في إدارة هذا الملف المالي المعقد، والدفاع عن رؤية الحكومة أمام البرلمان والرأي العام.
إن نتيجة هذه القراءة الثانية ستكون مؤشرًا حاسمًا على قدرة الحكومة على بناء توافق في برلمان مجزأ، وعلى مدى فعاليتها في تنفيذ أجندتها الإصلاحية. فإذا تمكنت الحكومة من تمرير المشروع بنجاح، فسيعزز ذلك من شرعيتها وقدرتها على الحكم. أما إذا تعثرت، فقد تواجه تحديات أكبر في المستقبل، مما قد يؤثر على استقرارها السياسي وقدرتها على المضي قدمًا في برامجها الإصلاحية الأخرى.

