الجمعية الوطنية الفرنسية تصوت على إلغاء اتفاقيات 1968 مع الجزائر بدعم من اليمين المتطرف
جاري التحميل...

الجمعية الوطنية الفرنسية تصوت على إلغاء اتفاقيات 1968 مع الجزائر بدعم من اليمين المتطرف
لم يعد "الحاجز الصحي" الذي كان يهمش حزب التجمع الوطني (RN) صامدًا إلا بخيط رفيع، وقد انقطع يوم الخميس 30 أكتوبر. فلأول مرة منذ عام 1958 وتأسيس الجمهورية الخامسة، صوتت الجمعية الوطنية على نص قدمه اليمين المتطرف. فبفارق 185 صوتًا مقابل 184، تبنى النواب اقتراح قرار يهدف إلى إلغاء الاتفاقيات الفرنسية الجزائرية المبرمة في 27 ديسمبر 1968، والذي أدرجه حزب التجمع الوطني على جدول الأعمال ضمن تخصيصه البرلماني.
من الناحية القانونية، هذا التصويت غير ملزم: يمكن لإيمانويل ماكرون أن يتجاهل طلب الجمعية الوطنية بإلغاء الاتفاقية التي تضع نظامًا استثنائيًا للقانون العام للأجانب. لكن رمزيًا، يمنح هذا التصويت ورثة الجبهة الوطنية انتصارًا مؤسسيًا تاريخيًا. وكل ذلك حول موضوعهم المفضل: مكافحة الهجرة. وقد سارعت مارين لوبان إلى الترحيب بهذا النصر قائلة: هذا ليس منعطفًا، بل هو خطوة إلى الأمام، بعد أن كانت متشككة، حتى الأمس القريب، بشأن فرص نجاحها في التشكيلة الحالية للبرلمان.
تعتبر اتفاقيات 27 ديسمبر 1968 بين فرنسا والجزائر حجر الزاوية في العلاقات الثنائية، خاصة فيما يتعلق بحركة الأشخاص. تمنح هذه الاتفاقيات المواطنين الجزائريين وضعًا خاصًا ومختلفًا عن القانون العام للأجانب في فرنسا، مما يسهل عليهم الحصول على تأشيرات الدخول وتصاريح الإقامة والعمل. وقد أصبحت هذه الاتفاقيات هدفًا متكررًا لانتقادات اليمين المتطرف الذي يرى فيها ثغرة في سياسة الهجرة الفرنسية، ويطالب بإلغائها لفرض سيطرة أكبر على تدفق المهاجرين.
يمثل كسر "الحاجز الصحي" الذي كان يحيط بحزب التجمع الوطني حدثًا سياسيًا بارزًا. فلطالما عملت الأحزاب السياسية التقليدية على عزل اليمين المتطرف ومنع تمرير مقترحاته التشريعية. هذا التصويت، وإن كان رمزيًا وغير ملزم للحكومة، يشير إلى تآكل هذا الحاجز ويزيد من شرعية الأجندة التي يطرحها حزب التجمع الوطني في الساحة السياسية الفرنسية. إنه يعكس تحولًا في المشهد السياسي حيث يجد اليمين المتطرف دعمًا غير متوقع من بعض النواب من تيارات أخرى، أو على الأقل، ينجح في استغلال الانقسامات القائمة.
بالنسبة لمارين لوبان وحزبها، هذا الانتصار ليس مجرد نجاح برلماني، بل هو تأكيد على قدرتهم على التأثير في النقاشات الوطنية ووضع قضاياهم في صدارة الأجندة. إن التركيز على الهجرة، وهو موضوع رئيسي في خطاب اليمين المتطرف، يجد صدى متزايدًا لدى جزء من الناخبين الفرنسيين. ورغم أن الرئيس إيمانويل ماكرون يمتلك صلاحية تجاهل هذا القرار، فإن الضغط السياسي سيتزايد عليه وعلى حكومته لمعالجة المخاوف المتعلقة بالهجرة، خاصة مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية المستقبلية. هذا التصويت يضع الحكومة في موقف حرج، حيث يتعين عليها الموازنة بين الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية مع الجزائر والاستجابة للمطالب الداخلية المتزايدة بشأن سياسات الهجرة.
