الأسهم الأمريكية والنفط ينتعشان بعد إشارة ترامب للانفتاح على صفقة تجارية مع الصين
جاري التحميل...

الأسهم الأمريكية والنفط ينتعشان بعد إشارة ترامب للانفتاح على صفقة تجارية مع الصين
مخطط لمؤشر S&P 500 معروض في قاعة بورصة نيويورك.
المصور: مايكل ناغل/بلومبرغارتفعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية وانتعش النفط بعد أن أشار الرئيس دونالد ترامب إلى انفتاحه على صفقة مع الصين، مما أدى إلى تحسن المعنويات بعد أن اهتزت الأسواق بسبب تصعيد حاد في التوترات التجارية.
جاءت هذه التطورات الإيجابية في وقت حرج، حيث كانت الأسواق العالمية تترقب بقلق بالغ تداعيات التهديدات المتبادلة بين واشنطن وبكين. فقد ارتفعت عقود مؤشر S&P 500 بنسبة 1.3%، وقفزت عقود مؤشر ناسداك 100 بنسبة 1.7%، حيث خففت الإدارة الأمريكية من لهجتها بعد أن هدد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الصين ردًا على ضوابط التصدير الصينية الأخيرة. هذه الضوابط، التي استهدفت قطاعات تكنولوجية حيوية، أثارت مخاوف من حرب تجارية شاملة قد تعصف بالاقتصاد العالمي.
لم يقتصر التحسن على أسواق الأسهم فحسب، بل امتد ليشمل أسواق السلع الأساسية. فقد افتتح عقد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات على ارتفاع، وارتفع النفط بنسبة 1.5%، مما يعكس تفاؤل المستثمرين بشأن استقرار الطلب العالمي في ظل تراجع حدة التوترات. يُعد النفط مؤشرًا رئيسيًا على الصحة الاقتصادية العالمية، وارتفاعه يشير إلى توقعات بنمو اقتصادي أقوى.
في سياق متصل، شهدت المعادن الثمينة تقلبات ملحوظة. تذبذبت الفضة بالقرب من مستوى قياسي مع اضطراب السوق بسبب ضغط بيع تاريخي في لندن والتوترات التجارية، بينما سجل الذهب ذروة جديدة. غالبًا ما يُنظر إلى الذهب كملاذ آمن في أوقات عدم اليقين الاقتصادي والسياسي، ووصوله إلى قمة جديدة يؤكد استمرار حالة الحذر لدى بعض المستثمرين رغم الإشارات الإيجابية الأخيرة. أما العملات المشفرة، فقد استقرت بعد فترة من التقلبات، مما يشير إلى عودة بعض الثقة في الأصول الأكثر خطورة.
يُعزى هذا التغير في لهجة ترامب إلى الضغوط المتزايدة من قطاع الأعمال الأمريكي والمخاوف من تأثير التصعيد التجاري على الاقتصاد المحلي والعالمي. فالمفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين كانت قد شهدت جولات عديدة من التعثر والتقدم، وكل تصريح من أي من الجانبين كان له تأثير فوري ومباشر على الأسواق. إن إشارة الرئيس إلى "صفقة" تفتح الباب أمام استئناف محادثات بناءة قد تؤدي إلى اتفاق يحد من الرسوم الجمركية ويخفف من القيود التجارية.
يتطلع المستثمرون الآن إلى تفاصيل هذه الصفقة المحتملة، وإلى ما إذا كانت ستشمل تنازلات من الجانبين بشأن قضايا مثل الملكية الفكرية، والوصول إلى الأسواق، ودعم الشركات الحكومية. إن أي اتفاق مستدام بين القوتين الاقتصاديتين العظميين سيكون له تأثير عميق على سلاسل التوريد العالمية، وأسعار المستهلكين، ومعدلات النمو الاقتصادي في جميع أنحاء العالم.
