تم وضع المرشح الرئاسي التونسي عياشي زامل قيد الحبس الاحتياطي بعد وقت قصير من إطلاق سراحه من الحبس الاحتياطي بتهمة تزوير توقيعات بطاقات الاقتراع، حسب ما قال محاميه الجمعة.
ويعد الزامل (43 عاما) أحد اثنين فقط من المرشحين الذين وافقت عليهم الهيئة العليا المستقلة للانتخابات لمنافسة الرئيس قيس سعيد في انتخابات السادس من أكتوبر/تشرين الأول.
وقال محاميه عبد الستار المسعودي لوكالة فرانس برس إن محكمة منوبة غرب تونس أمرت في وقت متأخر من الخميس بالإفراج المؤقت عنه بعد أن أمضى أربعة أيام قيد الاحتجاز.
لكن بعد وقت قصير من ذلك، تم القبض على زامل مرة أخرى ووضعه تحت الحراسة النظرية في جندوبة، على بعد حوالي 150 كيلومترا (90 ميلا)، بشأن نفس الشكوك “المتعلقة بتوقيعات صناديق الاقتراع”، حسب المسعودي.
ومن المقرر أن يمثل أمام قاض في جندوبة يوم الأربعاء، حسب المحامي.
وقال مسعودي إن هناك 25 حالة نشطة تتعلق بجامعي التوقيعات لحملة زامل لا تزال جارية، رغم أنه من غير الواضح ما إذا كان سيتم التحقيق مع زامل في جميع هذه الحالات.
كان زامل رجل أعمال غير معروف وعضو سابق في البرلمان، يرأس حزب أزيمون، وهو حزب ليبرالي صغير، حتى أواخر أغسطس/آب عندما استقال ليترشح كمستقل.
وجاء اعتقاله يوم الاثنين قبل ساعات من إصدار الهيئة العليا المستقلة للانتخابات القائمة النهائية للمرشحين للرئاسة، والتي ضمت الزامل وسعيد والبرلماني السابق زهير المغزاوي.
واستبعدت القائمة ثلاثة مرشحين آخرين، رغم أحكام قضائية منحتهم حق الاستئناف بعد رفضها من قبل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.
وهم عماد الدايمي مستشار الرئيس السابق منصف المرزوقي، والوزير السابق منذر الزنايدي، وزعيم حزب المعارضة عبد اللطيف المكي.
ويقول الخبراء إن لديهم فرصة للفوز على سعيد.
وصل سعيد، المرشح الأوفر حظا، إلى السلطة في عام 2019 لكنه قام بانتزاع السلطة بشكل كاسح في عام 2021 وحكم بمراسيم منذ ذلك الحين.
وقال الاتحاد الأوروبي، الخميس، إن اعتقال زامل واستبعاد المرشحين الثلاثة يظهر “استمرار تقييد المساحة الديمقراطية” في تونس، وهو ما أشعل شرارة انتفاضات الربيع العربي في عام 2011.
وقال الاتحاد الأوروبي إن “سيادة القانون واحترام الفصل بين السلطات يشكلان جوهر القيم الديمقراطية، وكذلك الحقوق الانتخابية والحق في المحاكمة العادلة”.
وتقول منظمة هيومن رايتس ووتش إن ثمانية مرشحين محتملين على الأقل “تعرضوا للمحاكمة أو الإدانة أو السجن” قبل الانتخابات.
وقالت المجموعة إن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات “تدخلت لترجيح نتيجة التصويت لصالح سعيد”، مضيفة: “إجراء الانتخابات وسط مثل هذا القمع يسخر من حق التونسيين في المشاركة في انتخابات حرة ونزيهة”.