ترأسه تونس هذا الشهر.. التحديات التي يواجهها صون السلام والأمن الدوليين على طاولة مجلس الأمن shemsfm.net

قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، خلال كلمة لقاها بمناسبة الاجتماع المفتوح لمجلس الامن الذي تتراسه تونس هذا الشهر ” إن واحدا من بين كل خمسة أشخاص في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على مقربة شديدة من نزاع كبير، مشيرا إلى تضاعف الاحتياجات الإنسانية نتيجة لذلك، ووصولها لأعلى مستوياتها منذ الحرب العالمية الثانية”. وقال خلال الكلمة الافتراضية التي ألقاها أمام اجتماع مفتوح لمجلس الأمن لمناقشة “التحديات التي يواجهها صون السلام والأمن في السياقات الهشة” برئاسة دولة تونس ” إن الهشاشة والصراع من أكبر العقبات التي تعترض تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030،مضيفا إن معالجة تلك الروابط بين الهشاشة والصراع عنصر أساسي للسلم والأمن الدوليين”. وقال أنطونيو غوتيريش إنه حتى قبل جائحة كـوفيد-19، كانت الأوضاع تتدهورمضيفا ان النزاعات “أصبحت أكثر تعقيدا، يغذيها التوجه نحو الإقليمية وانتشار الجماعات المسلحة غير التابعة للدول، وارتباطها بالمصالح الإجرامية والمتطرفة”. وأدّت مجموعة متنوعة من الضغوط الأمنية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والبيئية إلى وضع السكان في كثير من المناطق في العالم تحت ضغط كبير مما أدى إلى خطر العنف والصراع. وقال الأمين العام “تضاعف عدد الأشخاص المعرّضين لخطر المجاعة. وامتدت آليات إدارة النزاعات الدولية إلى حدّ الانهيارمشيرا لى ان هذه الاتجاهات قد وضعت عددا من البلدان في حلقة مفرغة فيما لا يزال الصراع يوّلد الفقر ويعزز الهشاشة المؤسسية، مما يقلل بدوره من قدرة هذه المجتمعات على الصمود وآفاق السلام”. وبحلول عام 2030، يقدّر البنك الدولي أن ثلثي الفقراء المدقعين في العالم سيعيشون في بلدان هشّة أو متأثرة بالصراعات. وأدّت جائحة كوفيد-19 إلى تفاقم هذه الاتجاهات. وفي عام 2020، ولأول مرة منذ 22 عاما، كان الفقر المدقع في ازدياد. ومن المتوقع أن يؤدي انكماش النشاط الاقتصادي في البيئات الهشة والمتأثرة بالصراع إلى دفع 18 إلى 27 مليون شخص إضافي إلى براثن الفقر. وعلاوة على ذلك،اتسعت فجوة المساواة بين الجنسين، وتراجعت مشاركة المرأة في القوى العاملة إلى الوراء لعقود، حسب الأمين العام الذي توقع ان تكون حالة الطوارئ المناخية محركا إضافيا لانعدام الأمن. وشدد الأمين العام على انه “إذا أردنا كسر حلقة الفقر والصراع، فنحن بحاجة إلى نهج أكثر طموحا يعتمد على مبدأين منصوص عليهما في أهداف التنمية المستدامة”. وأشار غوتيريش إلى أن النهج الأول هو أجندة 2030 التي تقرّ بأنه لا يمكن أن تكون هناك تنمية مستدامة دون سلام ولا سلام دون تنمية مستدامة مضيفا انه من الضروري اتباع نهج شامل لبناء السلام واستدامته، مع استثمارات هادفة ومصممة خصيصا عبر الرابط بين التنمية الإنسانية والسلام. أما النهج الثاني فهو وفق قوله التضمين، واكد على ضرورة أن يكون التعهد “بألا يتخلف أحد عن الركب” في صميم الجهود لتعزيز التنمية المستدامة وكذلك منع النزاعات وحلّها. ويشكل اجتماع مجلس الأمن حول صون السلام والأمن الدوليين فرصة لمناقشة قضايا الهشاشة غير المعالجة – ولاسيّما في أفريقيا – وكيف يمكن أن تؤدي إلى اندلاع دورات جديدة من العنف وإلى تفاقم النزاعات القائمة وإطالة أمدها وتصبح محركات لعدم الاستقرار الإقليمي من خلال تأثيرها غير المباشر. وقال الأمين العام “في القرن الأفريقي ومنطقة الساحل تفاقمت الهشاشة بسبب التهديدات العابرة للحدود مثل تغيّر المناخ والإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود وانتشار الجماعات المسلحة”. و شارك الأمين العام قبل شهر في رئاسة المؤتمر السنوي الرابع للأمم المتحدة مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي جيث اوضح ان”هذا الاجتماع كان فرصة لنا لتحديد سبل دعم مبادرة الاتحاد الأفريقي لإسكات البنادق، وهو جهد رائد لمعالجة الأسباب الجذرية للنزاعات في القارّة، بما في ذلك الفوارق الاقتصادية والاجتماعية. ودعوتي لوقف إطلاق نار عالمي تسير جنبا إلى جنب مع هذه المبادرة الرائدة”وفق قوله. و تقرر إنشاء مجموعة مشتركة بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بشأن تنفيذ أجندة التنمية المستدامة وجدول أعمال 2063، بما في ذلك ما يتعلق بالتعافي من فيروس كورونا.
المقال الأصلي
اترك تعليقك